فن الرواية...(مقال)
الرواية هي فن سرد الأحداث والقصص، تضم الكثير من الشخصيات تختلف انفعالاتها و صفاتها، وهي أحسن و اجمل فنون الادب النثري .وتعتبر الأكثر حداثة في الشكل و المضمون،تحتوي الرواية على قواعد فنية تعرف عليها العرب في بداية القرن الماضي وتمت ترجمة الروايات الشرقية والغربية. الرواية هي قصة خيالية ونثرية طويلة؛ وهي اكثر فن انتشارا و شهرة. تتميز بالتشويق في الأمور والمواضيع والقضايا المختلفة سواء أكانت أخلاقية أو اجتماعية أو فلسفية،وبعضها يتحدث عن الإصلاح و إظهار غير المألوف او يكون هدف الرواية للضحك و الترفيه .
ميزات الرواية عن الفنون الأدبيةالأخرى:
1) فن أدبي سرديّ يقوله راوٍي وتختلف عن المسرحيات بأنها تحكى عن طريق أفعال الشخصيات و التمثيل.
2) أطول من القصة القصيرة وتُأخذ مدة زمنية أطول وتحتوي عددًا من الشخصيات أكبر.
3) تستخدم اللغة النثرية في كتابتها.
4) يتم بناؤها من نسج الخيال و الأوهام ،لا تعتمد على القصص الحقيقية والتاريخ و السير الذاتية.
تطورت الرواية العربية بتطور الثقافة والتكنلوجيا وانتقلت الى مرحلة اكثر نضوجا مما كانت عليه ، تلائم تطور العصر ، فكانت الرواية مليئة بالسجع والاساليب الوعظية والشعرية والخيال الواسع . وللترجمة دور كبير في ترويض النص بما يلائم ذوق المترجم والابتعاد عن هوية النص التي رسمها الكاتب.
على الرغم ان الرواية الغربية كان لها التاثير السلبي على الرواية العربية وساهمت في تاخرها وتخلفها ،باعتقادي ان مصر ساهمت بشكل اساسي في تطور بنية الرواية العربية ومضمونها واهدافها خاصة مع نجيب محفوظ الذي تمكن من نقلها الى العالمية ، وساهمت بيئة نجيب والحي الشعبي وشخوصه في صقلها وتلميعها وتميزت بل تفردت بالاستفادة من مفرداته وتمكنت من جذب القاريء الى ميادين الرواية. كما ساهمت احداث ما بعد 1967 في صقل الرواية العربية ايضا فكانت اكثر جرأة وصدقا وتخاطب العقل والوجدان.
برزت مفاهيم حديثة للرواية وهي تعدد الابطال في الرواية الواحدة والابتعاد عن البطل الواحد والبقية ديكورا فقط, ومال بعض الكتاب في تقليد الرواية الغربية والتشبث فيما يسمى بالحداثة واستعارة قضايا الاخرين وبيئتهم واساليب جاهزة ونسيان اهمية الابداع والتميز او التجذر في البيئة والتربة العربية الاصيلة، وتمردت على القيم والخصال، بل فسرت الحداثة بمعنى التعدي ومواجهة القديم و حرية الدخول في المحرمات الدينية والسياسية ، واعتقد بعض كتاب الرواية ان كل ممنوع مرغوب للقاريء والمتلقي، متجاهلين الاصوات والتوجهات المحافظة في المجتمع. واحيانا لا يتورع الكاتب في اظهار شيئا من التعصب السياسي او الرابط الاقليمي والقبلي والعنصري في كتاباته تحت دوافع معينة تخفي وراءها مواقف فكرية وسياسية محددة.
وتمثلت لهجة ولغة كتابة الرواية اشكالية كبيرة امام القاريء العربي وكذلك الترجمة الغربية بسبب تعدد الثقافات واللغات العربية ، فنجد من يكتب بلغة تميل الى اللهجة المحلية او فصحى قديمة ، بينما ركن آخرون الى لغة وسطية قد تكون اقرب للجميع من حيث الفهم .
ناصر الضامري