تَـكَـلـَّمَ يا وَطَــن !!
كتبت هذا النص الشعري على خلفية الندوة الدولية عن العالم العماني الأزدي المهلب بن أبي صفرة والتي أقيمت بمسقط تحت رعاية معالي عبدالعزيز محمد الرواس مستشار جلالة السلطان للشئون الثقافية وذلك في أوائل مايو من هذا العام 2018م وكذلك هذا النص هو رد على كل من يحاول بادعاءاته الإعتداء على تاريخنا وموروثنا الحضاري كأمة عريقة موصولة بالتاريخ منذ آلاف السنين .
تَـكَـلـَّمَ يا وَطَــن !!
ولـقـد ثَـمِـلـتُ بكـلِّ حُـبـِّـكَ مَـوْطِـني
مـا ذَنـْبُ كـأسٍ إِذ بِحـُبـِّكَ مُـتـرَعَـةْ ؟!
في عُـنـفُـوانِ الكِـبـريـاءِ أنـَا هُـنـا
مِثـلُ الجـبـالِ الشُّـمِّ أوْ كالأشْــرِعَـةْ !!
إِنْ جِـئـتَ تـبـحـث عـن عُـمَـانَ وَجـَدَتـَهـا
شَـمـسُ الشُّـمـُوسِ عـلى الجِـهـَاتِ الأربـَـعـةْ !!
مِن مـَـغـرِبِ الضـُّوءِ القـَصـِّي حـُدُودُنـَا
فـإلى المَـشـارِقِ نحـنُ شَـمْـسٌ ساطِـعـَـةْ !!
وَطـَنٌ بِحـَجـْمِ الكـونِ . قـلـبٌ نــابِـضٌ
بِـهِ للمَـحـبَّـةِ ألـْفُ بــابٍ مُشْـرَعـَـةْ
هـذي بُـيـُوتـُكِ يـا بـِلادي . حـَدِّثـي
إِنـَّا إِذا جــاءَ الضـُّـيـُوفُ لـَـفـي سَـعـَـةْ
ولـَـنـا المَـكـَارِمُ مِن صَـمِـيِـمِ خِـصَـالـِنـا
والحـُبُّ نحن ، وغيرنا قد ضيعـَـهْ
قـالـت لـَـكـُمْ أخـلاقـُنـا وأُعِـيـدُهـا :
تـَأبـىَ الـرُّجُـوُلـَـةُ أنْ تَـعـيـشَ بـأقـنـِعـَـةْ
نحـنُ الـوُضـُوحُ إِذا النـَّهـارِ مَـشـَـىَ بِـنـَـا
لـَسْـنـا الجـَبـَانَ . المُـخـتَـفـي . الرَّعـرَعـَـةْ
قـُـدتـُـمْ عـلى يَـمـَنـي الحـبـيـبِ حـُـرُوُبـِكُـمْ
وعـلى العِـراقِ . الشـامِ كنتم زَوْبـَعـَـةْ
والشَّـرُّ كَـفٌّ ، لـيْـسَ أَوْسَـخَ مِـثـلـُـهُ
حـاشـا العُـمَـانِـي أنْ يُـلامِـسَ إِصـبـَـعـَـهْ
واهـاً وواهـاً . صـاحـَهـَـا لـَـهَـبُ الحـَـشَـا
مِن عُـمْـقِ جُـرحٍ صُـعِّـدَتْ مُـسْـتَـوِجِـعـَـةْ
جُـرْحٌ بِـقـلـبِ القـُـدْسِ يَـصـرَخ : أُمَّـتـي !!
فـيُـجِـيـبُ صَـوْتٌ للخِـيَـانـَةِ أنْ : دَعَــهْ !!
مـاتَ الـرِّجـالُ فـلا يـَـغُـرُّكَ مـا تَـرَىَ
شَـنـَـبٌ غَـلِـيـظٌ أوْ لِـحـىً مُـتـَـرَبـِّـعـَـةْ !!
سَـيـَـظـلُّ دَمٌّ للعُـرُوُبـَـةِ فـائِـراً
وعـلى الثُّـغُـورِ مُـرابِـطُـونَ هُـنـا مَـعـَـهْ
يـا أحـمْـقَ الحـمْـقـىَ . أَغَـرَّكَ أَنـَّـنـا
إِمـا سَـكَـتـنـا خِـلْـتَ ذلِـكَ ضَـعـضَـعـَـةْ ؟!
نحـنُ الكِـبـارُ وإِنْ صَـمَـتـنـا رِفْـعـَـةً
إِنَّ الحَـديثَ مَـعَ الصِّـغـارِ لـَمَـضْـيَـعـَـةْ
والصَّـمْـتُ أَغْـمـادُ السُّـيُـوفِ ، فحـاذِرِوا
مـا بـَـعـدَ سَـلِّ سُـيـُوفِـنـا بـالمَـعـمَـعـَـةْ
مـا رَوَّعَ التـاريخُ ذِكْـرُ مُـهـَـلـَّبٍ
لـكـنَّ خَـلـْطـاً بـالحـَـقـائِـقِ رَوَّعـَـهْ
نَـمْ يـا مُـهـَـلـَّبَ في ضَـرِيـحِـكَ آمِـنـاً
مـا أنـتَ مَـن تَـخـشـىَ نـَـقِـيـقَ الضُّـفْـدَعَـةْ
نحـنُ الـذيـنَ هُـمُ هُـمُ . مـا هَـمَّـنـا
نَـبـْحُ الكِـلابِ ومَـن نَـراهُـمُ إِمَّـعـَـةْ
" رَوَّاسُـنـا " حَـسَـمَ القَـضِـيَّـةَ . فـاسْـكُـتُـوا.
لـنـا ذا المُـهَـلـَّبُ والأَدِلـَّـةُ مُـقْـنِـعـَـةْ
يـا مَـن أتَـيـتَ لِـنَـهْـبِ جـارِكَ عُـنـوَةً
إِقْـنـعْ بِـبَـعـرِكَ . ذاكَ ما إنْ تَـجْـمَـعـَـهْ
مَنْ أَنـتَ ؟! يـا أشْـقـىَ الـرُّعـاةِ لِـتَـدَّعـي
مـا لـيسَ مُـلـكَـكَ والحقائق مُـوجـعـَـهْ !!
كُـفـوا ادَّعـاءً واخـتِـلاقـاً أجـوَفـاً
مَـشَـىَ بـالـوَقـاحَـةِ والـدَّنـاءَةِ والضَّـعـَـةْ
" نـَـقْـصُ الهُـوِيَّـةِ " داؤُكُـمْ . شَـخَّـصـتُـهُ
مَـرَضٌ عُـضـالٌ لـيـسَ يُـشْـفـىَ مَـوْضِـعـَـهْ
كُـنْ عِـندَ قَـدْرِكَ . مـا يَـراكَ مُـهَـلـَّـبٌ
إِلاَّ كَـقَـزْمٍ مـا تَـجـاوزَ إِصـبـَـعـَـهْ
كُـنْ عِـندَ قَـدْرِكَ . يـا وَلِـيِـداً لـَمْ تَـزَلْ
مِن فُـرْطِ جُـوعِـكَ تَـسـتَـحِـثُّ المـرضـعـَـةْ
طـاولـْتَ مَجـداً قد تَـعـاظَـمَ رَقْـمُـهُ
فـاقـنـعْ بـصِـفْـرِكَ يـا عَـدِيِـمَ المَـنْـفـَـعـَـةْ
هـيـْـهـاتَ يـَرقـىَ مَـن مَـضَىَ في مَـكْـرِهِ
دَهْـراً يُحـاوِلُ أنْ يُحَـقِّـقَ مَـطـمَـعـَـهْ
الأربـعـونَ مِنَ ( القُـرونِ ) جُـذُوُرِنـا
وهُـبـابُـكُـمْ أَنـتـمْ ( عُـقُـودٌ ) أَربَـعـَـةْ
لا شـيءَ أَنـتُـم في حِـسـابِ حَـضـارَةٍ
مُـدت بأقصىَ عـزمها مُـسْـتوْسِعـَـةْ
آثـارُكُـمْ مِن أين ؟! قُـولـوا . صـارِحُـوا .
مـالـي أراهـا كَـمـا السِّـمـالِ مُـرَقَّـعـَـةْ
صِـفْـرٌ أراكُـمُ عِـندَ ذِكْـرِ بِـلادِنـا
والصِّـفْـرُ دوْمـاً لـيسَ مِـثـل الأربـعـَـةْ
لا شَـعـبَ فِـيكُـمُ كيْ أقـولُ هُـوِيَّـةٌ .
لا إِرْثَ أُبْـصِـرُ هـاهُـنـا كي أسْـمَـعـَـهْ !!
أخـلاطُ أقــوامٍ . فـأيـنَ نَـقـاءَكُـمْ ؟!
هـاتُـوا لِـعَـقـلـِـيَ حُـجَّـةً كـيْ أُقـنِـعـَـهْ !!
لا تَـسْـرُقُـوا التـاريخَ . هذا حَـدُّكُـمْ .
وَطَـني وأعـرِفُ وَجْـهَـهُ وأَنـا مَـعـَـهْ
سَـأَزِيدُكُـمْ بَـيـتـاً بِـشِـعـرِيَ عَـلَّـهُ
يَـهْـوي عـلى رَأْسِ الظَّـلـُـوُمِ ويصـرَعـَـهْ :
مَنْ لـيسَ يَمْـلِـكُ أَيَّ أصـلٍ ؛ طَـبْـعُـهُ
نَـهْــبُ الشُّـعُـوبِ ، وواجِـبٌ أنْ نَـردَعـَـهْ !!
شِـعـر : سـعيد مصبح الغافري
2018 / 05 / 10م
على بحر الكامل
____________________