يتميز الشعر عن الكلام العادي من حيث تضمنه بمحسنات بديعية ومنها التشبيه ، ويحرص الشعراء على وصف المشهد باستخدام تشبيه بليغ يجعل من القاريء والمتلقي يتخيل المشهد الحقيقي ويحس فيه، وبالتالي على الشاعر بيان المعنى ونقل القاريء الى اجواء خياليه . و الشعر كله وصف لمحاسن او مساويء ما يشاهده الشاعر او يشعر به كمظاهر الطبيعة المختلفة كالبحر او الصحراء ...الخ . وبرع الشعراء على مر العصور في ابداع الخيال وطرح التشبيهات الرائعة بالشعر، مما ساعد كثيرا في قبول الشعرمن قبل القاريء و استحسان الجميع وتحرك النقاد ورجال البلاغة في تحليل النصوص الشعرية .التشبيه في الشعر
فعلى سبيل المثال يصف الشاعر امرؤ القيس الليل بهذا التشبيه الجميل ( وليل كموج البحر ارخى سدوله علي بانواع الهموم ليبتلى ) فالشاعر هنا يعيش في جو حزين في خلوته بالليل ويصف الظلام والهموم التي تتوالد في هذا الليل كموج البحر المتلاطم مبينا قوة المشهد المظلم وشدته ويعمق الهموم في نفسيته، مناديا الصبح بسرعة الظهور . ومنه ايضا ما قاله النابغة الذبياني في مدح ملك الحيرة النعمان حينما وصفه بقوله (فانك شمس والملوك كواكب اذا طلعت لم يبد منهن كوكب) فالتشبيه بالشمس من حيث العظمة مبالغة في علو قدره ، أما بقية الملوك فوصفهم بالكواكب من حيث الصغر مقارنة بالشمس وتتلاشى منزلتهم امامه ، فالتشبيه هنا يصب في المعنى الذي يرغب به الشاعر. عليه فان الشاعر ينبغي عليه معرفة التشبيه واركانه وبالتالي استخدامه في شعره وقصائده والابتعاد عن المباشرة في الشعر او الاسلوب الخطابي ، وعدم محاولة تكرار افكار التشبيه التي سبق ان تناولها الشاعر نفسه او غيره من الشعراء ،بل السعي نحو ابداع صور تشبيه جديدة قدر الامكان وعدم المبالغة والتطرف في التشبيه كمثل وصف الشاعر خالد الفيصل في مرثيته لاخيه رحمه الله (والله ما حطك بالقبر لكني آمنت باللي جعل دفن المسلمين مسنون ..منزلك يا عز الشرف لو تمكنت فوق النجوم اللي تعلت على الكون) فتصوير الشاعر ان يدفن اخيه فوق النجوم مبالغ فيه للغاية فهناك انبياء ورسل دفنوا في التراب. ارجوا المشاركة في الرأي حول هذا الجانب في الشعر.