(مشاهد من عودة موسى)
راهنتُ لُجَّتيَ الحُبلى على اليَبَسِ
كم في الرِّهانِ كَسَبتُ الآنَ من فَرَسِ!
وكم -مجازًا- فلقتُ البحْرَ مُدَّلجًا!
فليس يُكتبُ تاريخٌ بلا غَلَسي
آتٍ -تهُشُّ ملوكَ الجنِّ عن وَطَرٍ-
عصايَ .. حسْبُ بحاري كلُّ مُتَّرِسِ
عمايَ يقتادُ تيهَ الأرضِ مِنْ يَدِهِ
ويُفْحِمُ اللُسْنَ -حَدَّ المنتهى- خَرَسي
عصْري العصورُ جميعًا.. كلَّما بَرَقتْ
قطفْتُ مِنْ خضرةِ التَّاريخِ أندلسي
موسى زمانيَ.. إذْ عيناكِ أدعيةٌ
تجتازُ - بين رؤًى لُجيَّةٍ- نَفَسي
آنستُ في الريحِ أحلامًا تُخبِّئني
عني بجفنيكِ.. حتى قيل: مِنْ حَرَسي
خلعتُ نَعْلينِ مِنْ همٍّ.. إذ ائتلقتْ
عيناكِ نارًا.. فهلْ في النَّارِ مِنْ قَبَسِ؟
عيناكِ في سُبُحاتِ الغيبِ كاهنةٌ
منْسيَّةٌ.. علَّقتْ في ريحِها جَرَسي
هاءَ السَّرابُ لخطوي.. كم على جهتي
طفِقْتُ أخصِفُ خيلي!.. والسَّرابُ نَسي
آتٍ.. تُرتِّلُ -في أصلابِها نُطَفٌ-
خَطْوي.. مِنَ البَدءِ حتى آخرِ النَّفَسِ
بقلمي: علي حميد العلوي