بائعة الكبريت
(جناح ثالث لطفلة لم تحلّق)
في وجْهِكِ الغِرِّ يا أيقونةَ الفِكَرِ
أتلو سماويِّةَ الأشياءِ منْ صِغَري
معبودةُ الرِّيحِ.. إحدى عشرةَ انبجستْ
يُتْمًا.. سوى أنها تجري بلا قَدَرِ
بنتٌ تمرّين.. كالغُيّابِ ناقصةً
طفولةً.. حدَّ ليلٍ مُطفَأ القَمَرِ
تَبدين.. والأفْقُ أعمى, والمدى عدمٌ
حتى القميصُ بوجه الأفْقِ لم يُجِرِ
سيَّانِ.. أنتِ وكبريتٌ يُبلّله
أيلولُ.. والشارعُ المغسولُ بالمطرِ
في مشهدينِ بلا رائينَ.. سابحةً
إذْ ترفعين دخانَ الحيِّ كالغجرِ
تمشين _والتيهُ متلوٌ على سككٍ
خرساءَ_ أمنيةً شبَّتْ عن الوَطَرِ
تُصيّرين صلاةَ التِّيهِ أسئلةً
لولاكِ سُبْحتُها البيضاءُ لم تَصِرِ
مصلوبةٌ كيسوعٍ وَسْطَ مَصْطَبةٍ
مَنسيِّةٍ.. تقلبُ التَّاريخَ كالقدرِ
لا غيمَ إلاكِ.. كان الغيمُ متّحدًا
بالمنتهى.. كاتّحادِ الموجِ بالجزرِ
تَهمينَ كالوحي.. كل الأرضِ يشعلها
صهيلكِ المرُّ.. حتى قيل: لم تدرِ
ينسلُّ صوتٌ من الأفْقِ البعيدِ.. رمى
بظلِّ بائعةِ الكبريتِ للجُدُرِ
مدينةٌ من دوارِ البحرِ.. لا جهةً
تدرّبين أغانيها على السَّفرِ
تُفنين عودَ ثقابٍ.. تفتحين غدًا
يطفو كزرقةِ نايٍ.. غيرِ مُنتَظَرِ
لأوّلِ الضوءِ صمتُ العابرين.. متى
أطلَّ من شرفةِ الميلادِ تنهمري
تَغفين دون بلادٍ.. ثَمَّ في حُلُمٍ
تُحيين جدَّتَكِ الأولى.. بلا حَذَرِ
تَدعوكِ.. تكبرُ في المرآةِ أغنيةٌ
تسْتنسخينَ تعاليها على الوتَرِ
تخرُّ _إذْ تعبرانِ الغيبَ في مَهَلٍ
لسدرةِ المنتهى _رُزنامةُ العُمُرِ
بقلمي: علي العلوي
حائزة على المركز الأول في مسابقة دار الوراق للشعر الفصيح
من ديواني: نافذة على مشهد الريح 2018م
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اميرة الروح
