وألتقينا في عزاءِ مُحرّمِ
فعرفتها رغم الظلامِ المعتمِ
وسط السواد بهيةً في حُسنها
قمراءُ فاتِنةً بليلٍ مُظلِمِ
لا أدري ذاك الدمعُ حين سكبتهُ
أدمعُ شوقٍ؟ أم دموعُ تألُمي؟
فتبسمتْ حيناً فكان تبَسُمي
فاقتربتُ ونبضُ قلبي خافقاً
والعشقُ ينضحُ من فؤادي ومن فمي
قالت - بهمسٍ لا يُبارِحُ مَسمعي
وحُسامُها البتار أوغل في دمي-:
دعني فديتُكَ في سُرادِقُ سادتي
رزءُ الحسينِ مناحتي وتجشمي
فمحرم ٌشهرٌ نُقدِسُ عشرهُ
والنوحُ أنهكني وجرّح مِعصَمي
فكتمتُ حُبا ً..لا أبوحُ بسِرهِ
فرَجَوتَها أن لاتُفارقُ ناظري
فهي الدواءُ من الجروحِ وبلسمي
ورجعتُ حيناً كم أُكفكِفُ مَدمعي
أخفي شجوناً في فؤادي ومغرمي
ياعشقُ دعني قد فضحتُ مشاعري
فالبوحُ هيّجَ نائحاتُ المأتمِ