تحـتَ سَـقْـفٍ لـم يَكـن
من يدخل حجرتها / بالفعل المؤنث لا المذكر ، أنا من دخلت حجرته ، وأوصدت الباب ورائي ، على أمل أن أجد الجنة على الأرض ، بعد أن أضعتها في إفتراض سماوي أزرق . لكني ما إن تلفت بحثا عنه ، بكل زوايا التوق ، لم أجده . تبخر . ذاب . أو بأضعف تقدير فر من الشباك ، ودعاني وحدي أمضغ حسرة عمري .
من يطلب يدها / رجوت في سري أن يطلب يدي .. أن يسحبني إليه . أن يشبكني في أصابعه . أن يمنحني دفئه . لكنه لم يبادر ، وتركني يدا عارية ، تتدثر البرد القاتم والفراغ .
من يدنو من سور حديقتها / تمنيت ، وقلت وأنا على عتبات ليل يتوحم باللقيا : ياااا ريت .. وكانت حديقة أنوثتي من أجل تساهيل خطاه ، مفتوحة له ، و قريبة منه ، وبلا أسوار أو حراس . وقلت سيدنو . لكنه خذلني ، خذل عطري ، وورد شفاهي الأحمر ، وظل بمكانه ، ملصوقا بجبس جبنه وجموده .
من حاول فك ضفائرها/ ولم أصعب عليه الأمر ، وتحرقت لهفة أن يتجرأ . أن تمتد أصابعه إلى شعري ، الذي دخل مدينته ، متحديا التابو الرابع ، وكان ملموم الضفائر ، في عقص ممسود ، يعكس بالضبط من أي بلاد جئت أنا ، وأي شهادات من جامعة نقائي القروي حملت . لكنه وا أسفاه . لم يحاول فك شيء مني ؛ لا ضفائري ، ولا ضيقي .
لحظتها ، أدركت أني أنا لا هو من كنت هناك ، ذاك العمر المفقود المفقود المفقود .
أتذكر وقتها ، بنفس لحظة خروج خيبتي من حجرته ، ثغرا مكسور الوجدان- أتذكر كيف اجتاحتني " قارئة الفنجان " ، وكيف تمنيت سماعها كلها ، باشتهاء حاد .
كنت أمشي بعدما خرجت ، وحيدة ، مثل ميتة في موكب حزين .. تلبسني هذا المقطع ، فرحت أتنفسه ، وأعيده ، دندنات من ألم ، مرات ومرات ومرات ، دون أن أتذوق معه أي ملل ..
وسترجع يوما يا ولدي
مهزوما مكسور الوجدان
وستعرف بعد رحيل العمر
بأنك كنت تطارد خيط دخان
دندنتها ، ثم أعدت سماعها ، مع الأغنية كاملة ، وأنا أنزف في سري ، وأبكي بدموعٍ ، داخل قلبي ، لا أحد يراها .
لا تعتل همي صديقي . مجرد " فشة خلق " . تنفيس . فضفضة . تمرين للقلب . أو أي شيء يقيك من ذبحة صدرية ، أو أن تموت مختنقا بمشاعرك .. مازلنا على سهرتنا في هذا الليل . كأس أخرى من فضلك .
بقلمي / سعيد مصبح الغافري ______________________