*من هو اﻷب*؟

*سؤال طُرح على مجموعة من طلاب الماجستير في احدى الجامعات*.

*كانت اﻷجوبة جميلة وتقليدية، إﻻ جوابا واحدا استوقف المحاضر وأدمع عينيه ..
الجواب: يقول*:

✍ *اﻷب ...في صغرك ..أحيانا تلبس حذاءه فتتعثر من كبر حذائه وصغر قدمك* ..

*تلبس نظاراته فتشعر بالعظمة* ..

*تلبس قميصه فتشعر بالوقار والهيبة* ..

*يخطر ببالك شىء قليل فتطلبه منه ..فيتقبل منك ذلك بكل سرور ويحضره لك دون مِنَة* ..

*يعود الى المنزل فيضمك الى صدره ضاحكا وانت ﻻتدري كيف قضى يومه وكم عانى في ذلك اليوم في عمله* ..

*واليوم في كبرك* ....

*انت ﻻ تلبس حذاء ابيك، فذوقه قديم وهو ﻻيعجبك* ..!!!

*قد تحتقر ملابسه العتيقة وأغراضه القديمة ﻷنها ﻻتروق لك* ...!!

*أصبح بعض كلامه ﻻ يلائمك وسؤاله عنك هو تدخل في شؤونك، وذلك ﻻيروق لك* ..!!!

*بعض حركاته تصيبك بالحرج ..وبعض كلامه يشعرك باﻷشمئزاز احيانا*..!!

*إذا تأخرت وقلِق عليك وعاتبك على التأخير حين عودتك تشعر أنه يضايقك وتتمنى لو لم يكن موجودا لتكون أكثر حرية ...!! رغم أنه يريد اﻷطمئنان عليك ليس إﻻ* ..

*احيانا قد ترفع صوتك عليه وتضايقه بردودك وكلامك ..فيسكت ليس خوفا منك ، بل حبا فيك وتسامحا معك* ..!!

*إن مشى بقربك محدودب الظهر ..ﻻ تمسك يده فلقد أصبحت أنت أطول منه* ..!!

*أنت باﻷمس القريب كنت تتلعثم بالكلام وتخطئ في الحروف فيضحك مبتسما ويتقبل ذلك برحابة صدر ..!! وأنت اليوم تتضايق من كثرة تساؤﻻته واستفساراته بعد أن أصابه المرض او الصمم او العمى لكبر سنه* ..!!

*لم يتمن أبوك لك الموت أبدا ﻻ في صغرك وﻻ في كبرك ....وانت قد تتمنى له الموت ..فلقد ضايقك في شيخوخته وقد يضايق من معك ايضا* !!!!

*تحملك ابوك ..في طفولتك ...في جهلك ...في سفهك ...في كبرك ..في دراستك... في عوزك... في فاقتك ..في شدتك ...في رخائك ....تحملك في غالب اﻷشياء* ..

*فهل فكرت يوما ان تتحمله في شيخوخته ومرضه*؟؟

*أحسن اليه .........فغيرك يتمنى رؤيته من جديد*

*اللهم ارحمني ووالدي كما ربياني صغيرا*