https://mrkzgulfup.com/uploads/171156484124551.jpeg

قائمة المستخدمين المشار إليهم

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: حتى لا يقال ذهب الوفاء

  1. #1
    إدارة السبلـة العُمانية
    رئيسة طاقم الإداريين والمراقبين والخبراء
    الصورة الرمزية نـــــــقــــــــاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    الدولة
    عمان العز
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    78,901
    Mentioned
    120 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)

    حتى لا يقال ذهب الوفاء


    أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في المجلس

    وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه ‏قال عمر: ما هذا

    ‏قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا قتل أبانا ‏قال: أقتلت أباهم ؟

    ‏قال: نعم قتلته ! قال : كيف قتلتَه ؟

    ‏قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته ، فلم ينزجر، فأرسلت عليه ‏حجراً

    ، وقع على رأسه فمات...قال عمر : القصاص .... ‏الإعدام

    .. قرار لم يكتب ... وحكم سديد لا يحتاج مناقشة ، لم يسأل عمر عن

    أسرة هذا الرجل ، هل هو من قبيلة شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟

    ‏ما مركزه في المجتمع ؟ كل هذا لا يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لا

    ‏يحابي ‏أحداً في دين الله ، ولا يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله ، ولو كان ‏ابنه ‏القاتل ، لاقتص منه ..

    ‏قال الرجل : يا أمير المؤمنين : أسألك بالذي قامت به

    السماوات والأرض ‏أن تتركني ليلة ، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في

    البادية ، فأُخبِرُهم ‏بأنك ‏سوف تقتلني ، ثم أعود إليك ،

    والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا

    قال عمر : من يكفلك أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إليَّ؟

    ‏فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا يعرفون اسمه ، ولا خيمته ، ولا

    داره ‏ولا قبيلته ولا منزله ، فكيف يكفلونه ، وهي كفالة ليست

    على عشرة دنانير، ولا على ‏أرض ، ولا على ناقة ، إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف ..

    ‏ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟ ومن يشفع عنده ؟ومن ‏يمكن

    أن يُفكر في وساطة لديه ؟ فسكت الصحابة ، وعمر مُتأثر ، لأنه

    ‏وقع في حيرة ، هل يُقدم فيقتل هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاً

    هناك أو يتركه فيذهب بلا كفالة ، فيضيع دم المقتول ، وسكت الناس ،

    ونكّس عمر ‏رأسه ، والتفت إلى الشابين :

    أتعفوان عنه ؟

    ‏قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين..

    ‏قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟!!

    ‏فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته وزهده ، وصدقه ،وقال:

    ‏يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله ‏قال عمر : هو قَتْل ،

    قال : ولو كان قاتلا! ‏قال: أتعرفه ؟

    ‏قال: ما أعرفه ، قال : كيف تكفله؟ قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين ، فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إن شاء‏الله

    ‏قال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك! ‏قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين ...

    ‏فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه، ويُودع

    ‏أطفاله وأهله ، وينظر في أمرهم بعده ،ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه قتل .....

    ‏وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد ، يَعُدّ الأيام عداً ،

    وفي العصر‏نادى ‏في المدينة : الصلاة جامعة ، فجاء الشابان ،

    واجتمع الناس ، وأتى أبو ‏ذر ‏وجلس أمام عمر ، قال عمر: أين الرجل ؟ قال : ما أدري يا أمير المؤمنين!

    ‏وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ، وكأنها تمر سريعة على غير عادتها

    ، وسكت‏الصحابة واجمين ، عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله.

    ‏صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر ، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد

    ‏لكن هذه شريعة ، لكن هذا منهج ، لكن هذه أحكام ربانية ، لا يلعب

    بها ‏اللاعبون ‏ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها ، ولا

    تنفذ في ظروف دون ظروف ‏وعلى أناس دون أناس ، وفي مكان دون مكان...

    وقبل الغروب بلحظات ، وإذا بالرجل يأتي ، فكبّر عمر ،وكبّر المسلمون‏ معه

    فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ، ما شعرنا بك ‏وما عرفنا مكانك !!

    قال: يا أمير المؤمنين ، والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ من

    الذي يعلم السرَّ وأخفى !! ها أنا يا أمير المؤمنين ، تركت أطفالي

    كفراخ‏ الطير لا ماء ولا شجر في البادية ،وجئتُ لأُقتل..

    وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس

    فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته؟؟؟

    فقال أبو ذر : خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس

    ‏فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان؟

    ‏قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه..

    وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس !

    قال عمر : الله أكبر ، ودموعه تسيل على لحيته .....

    جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما ،

    وجزاك الله خيراً يا أبا ‏ذرّ ‏يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته

    ، وجزاك الله خيراً أيها الرجل ‏لصدقك ووفائك ...

    ‏وجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك و رحمتك.... ‏قال أحد المحدثين :

    والذي نفسي بيده ، لقد دُفِنت سعادة الإيمان ‏والإسلام في أكفان عمر!!.
    اللهم حنانا من لدنك يؤنس ارواحنا

    •   Alt 

       

  2. #2
    إدارة السبلة العُمانية
    كاتبة خواطر والخبيرة الإدارية بالسبلة الإسلامية
    الصورة الرمزية تباشيرالأمل
    تاريخ التسجيل
    Oct 2013
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    63,012
    Mentioned
    161 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    طاب صباحك

    جميل ماذكر

    شيم وخصال زاده الأسلام جمالا

    جزاك ربي خيرا

    .
    يارب ..
    واجعلنا من الذين يُبقون أثرًا طيباً في قلوب الناس بعد الرحيل 🌿🕊



  3. #3
    إدارة السبلـة العُمانية
    رئيسة طاقم الإداريين والمراقبين والخبراء
    الصورة الرمزية نـــــــقــــــــاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    الدولة
    عمان العز
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    78,901
    Mentioned
    120 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    جزيل الشكر ع المرور تباشير
    بارك الله فيك
    اللهم حنانا من لدنك يؤنس ارواحنا

  4. #4

    نائب المديــر العـام للشؤون الإدارية

    الصورة الرمزية اطياف السراب
    تاريخ التسجيل
    Jul 2013
    الدولة
    🇴🇲
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    239,253
    Mentioned
    761 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    مقالات المدونة
    22
    بارك الله فيك
    وقل للشامتين صبراً *** فإن نوائب الدنيا تدور !

  5. #5
    عضو فعال الصورة الرمزية للحب عاشقان فقط
    تاريخ التسجيل
    Nov 2017
    الدولة
    عمانية وافتخر
    المشاركات
    1,254
    Mentioned
    1 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    نتعلم الكثير حينما نقرأ ونكون أجمل حينما نطبق
    بارك الله فيك

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة للسبلة العمانية 2020
  • أستضافة وتصميم الشروق للأستضافة ش.م.م