انتشر وبكثرة مستهجنة على مواقع وصفحات -منها ما هو تابع للمحبين للتيار الإسلامي تأسيساً، أو إدارة أو عضوية، أو مشاركةً- أمر غريب ومقلق شرعاً، وهو ما يتعلق بفيلم: “أنا اسمي خان” للممثل الهندي شاروخوان، والذي يثير العجب والاستغراب والاستهجان والقلق: أن هذا الفيلم يتناول عدداً من المبادئ والقواعد والأحكام العقدية والشرعية التي تعد من قبيل القطعيات، والمعلوم من الدين بالضرورة بحيث يكفر من أنكر واحداً منها فضلاً عن مجموعها، وعلى الرغم من هذا الكم من الخروقات الشرعية والعقدية التي يروج لها الفيلم بأسلوب مشوق درامياً وأداءً و… و…؛ فإن التعليقات والردود التي يظهر أصحابها بمعرفات دينية وأسماء إسلامية والله أعلم بحقيقتهم ومرجعياتهم، تدل تعليقاتهم على جهالة وضحالة وانحراف وفسق تصور، وفساد عقيدة وخلل شريعة وضعف معلومة وانتكاس فطرة. ومن أهم ما يروج له الفيلم المذكور قضية الزواج بين المسلم وغير المسلم -المسلم والهندوسية تحديداً كما في الفيلم- والعجيب أن يخرج أبناء الإسلام بتعليقات تمدح وتثني وتفتخر وتبجل، وتعبر عن انبهار وانشراح بالفيلم وفكرته وأسلوب تمثيله، بل ربما الكثيرون يعربون عن أملهم في أن يكون للمسلمين في بلاد مصر ونحوها دور وسبق في الفن يخرج للأمة فيلماً كهذا الفيلم! ومنهم من يقر بأنه شاهد الفيلم عدة مرات وكلما عرض شاهده مجدداً أو أنه حمل الفيلم من المواقع المختلفة للمشاهدة المتكررة. وهذا لا شك ناقوس خطر ونذير شؤم يجب على العلماء والدعاة والكتاب والمفكرين أن يراجعوه وينبهوا عليه بعد أن يتنبهوا له؛ حتى يحذر شباب الأمة من مثل هذه الثغرات التي تفسد العقيدة وتهدمها من أساسها فضلاً عن هدم الشريعة وأحكامها، ولا أدري إذا كان هؤلاء الممتدحين للفيلم -على ما فيه من بلايا ورزايا عقدية وشرعية- هل قرأ أحدهم في كتاب الله عز وجل قوله تعالى: {وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِ‌كَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ‌ مِّن مُّشْرِ‌كَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ} [البقرة:221]. ونحو قوله تعالى: {وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ‌} [الممتحنة:10]. هذا بالإضافة إلى نشر مفاهيم الوحدة الإنسانية والسلام الإنساني المزعوم، ورفض التطرف والإرهاب والتشدد -منسوباً إلى الإسلام- في إطار الحديث عن المجازر التي تقع للمسلمين على أيدي الهندوس، فيراد في الفيلم أن يتم التأكيد على رفض الاعتداء من المسلم على الهندوسي بينما لا يتناول الفيلم المجازر تلك التي تودي بحياة المسلمين على أيدي الهندوس! كما أن الفيلم يعمل على ضرب عقيدة الولاء والبراء لله عز وجل ولرسوله، وللدين الحق وللمسلمين، ويستبدل بها الولاء والبراء للإنسانية أو المذهب الإنساني الذي لا يقيم قيمة ولا قدراً للدين والعقيدة، ويدعو إلى نبذ التفرقة العقدية والمحبة القلبية ولو على حساب الدين. كما أنه يبرز المسلم في صورة المنكسر المتهم الذي يبذل جهده في الدفاع عن نفسه، ورد التهمة عن دينه بترك تعاليم دينه وإبراز هذا الترك في صورة الدين الحق، ولباسه لباس التدين والالتزام، وفهم صحيح الإيمان! أضف إلى هذا ظاهرة التبرج الفاحش في الفيلم والعبارات الخادشة، التي لا تقال -إلا بين الرجل وامرأته في الفراش- ناهيك عن الموسيقى والأغاني مروراً بالاختلاط، وغيرها من البلايا! اللهم قد بلَّغت

المصدر http://3oof.cf/?p=29