مـذهــب الـصــبــر
يـقـيـنــي قـاتِـلـي يَــومـاً لِـذِكــرِ ايـامِ ذِكــرى
تـُـزاوِرُنـي اطـيـافـُـهـا كـحـادثـاتِ الـنـوائـبِ
تـغـــزو الـخــيــال بـعــرمــرم مــن آمـالـهـا
تـُـخــاطِــبُ مـنـي خـَـطـبــا هـــو غــالــبـــي
مـذهــب الـصــبــر والله بــثــوانــي بـعــدهـا
مــا عــاد لــي نـُــســكــاً ولا هـــو مـذهـبــي
اقــارعُ الاحـــزان ولــســتُ بـأهــــل لــهــــا
وبـعــربــة الـنـســيــان مــا أظُـنـُّـنــي راكِبِ
أدَّعــي بـهـا الـحـكـمــة مُـبـتـسـمـا فـكـأنـنـي
قـَـنِـعــتُ بـمــا جـــرى لـــي و لـصـاحـبـــي
وإمـتـطـيـتُ جــواد الـعـقــل شـَــرَّ مُـتـَـنـَـكِـرٍ
لِــجُــنـــون عـشــقـــي فـيـالــي مـــن كــاذبِ
أخــاطـبُـهـا وحـاجــةُ الـنـفــس بـِـمَــخـايـِـلـي
تـُـخــاطِــبُ وُدَّهــا ســـراً فــيـالـنــي خـائــبِ
يَـغــتـالُ روحَـهُ مُـثــرثـِـراً بـِكــلام حِـكـمَـــةٍ
كــقــنـاعــة الـعــز تُــزهِــدُ بهـا كـلَّ راغــبِ
كــلامُ شـــوق ... فـي كــلامٍ ... فــي كــلام
لـمــن هــي اقــربُ لِـعـيــنـي مــن حـاجــبـي
أبُــثــُّـهُ لـلـنـفــس تــراتيـلا كـقـطــر الـنـــدى
فـبـبـعــدهـا جَـفـّـت مِـنـّـي تـيــكَ الـســواكـبِ
انــأى بـنــفــســي عـــن الـكـُـلِّ إلا حـُـبـَّـهـــا
ذاك الـحــاضِـــرُ دومـــاً و هـــو الـغـــائـــبِ
لــكِ الـخــيـــرُ يـا مـــن صُـــروف الــدهـــر
جــمــحــت بـــي بـهـــواهـــا بــكـــل تـَـأدُّبِ
فـمُـنِــيَــتِ الـنـفــسُ حـيـن وصالهـا بـِشِـقـوةٍ
تـبـتــاعُ مـنــي زورَ الامــانــي بـِـتـَـهَــــذُبِ
و مــا أقــعـــدت مِــنـّـي صُـــروفَ وهــــن
ولا اجــرَت بـحـادثـاتـهـا عــدل مـنـاصـبـي
ولــو ان غــيــركِ و الايــام بــي جـمـحــت
لــرأت مـنــي عــزمـاً كـإحـدى الـعـجـائـبِ
عــزمـاً إن لاقــاهُ الـوغــى ولــو مُـكـرهــاً
لـفـَـرَّ جُــبـنـاً وتـاه ذُعــرا بـيـن الكـواكـبِ
لـكـنـهـا الاحـداث كـفـحـيـح افـعــى أتــت
تـُـدانـي الـمـعـاني بمَـرامِـهـا ثــم تُـرغِــب
فـعـتـراً لِـتـَتـرى ثـوانـي لـَعَّـت بأحـزانهـا
فأبـدلت نـكـد الـمـعـانـي بـشـيء مـنـاسبِ
فـإشـتـطـت بـي الآمال تـتـغـنـى بظفـرهـا
تـستبـيـح بـحـور حـبي وتحـرق مراكـبـي
وحَـطـَّت بـِلـؤمٍ أثـقـالـهـا تـَتـَثـَنـى بالحـنايا
وتـسـتـخـلـص حَـمـداً مُـخـَلـَّـداً زاهٍ راتـبِ
وتـعـتـصـم مـنـي بـحـبـي ثـم تـهـجــرنــي
وتـُـفـضـي المُـتـون بخـُطـوبهـا الـنـواكـبِ
لـكِ اللهُ يـا نـفـسـاً ... الـنـفــسُ تـعـشـقـهــا
وبـعـشـقـهـا تـزدان منـي شـيـب الـذوائـبِ
لــكِ اللهُ ... كـم اهــواكِ ســراً و جــهـــراً
و فـجــراً و عــصــراً و بـعــد الـمـغــربِ
فـيــا مـن تـمــادت بـحـبـهـا قـســرا بقـلبـي
بُـلَّـي ظمـأ شـوقــي بـكـلـمــة بـالـغـيـاهــب
فـمــا اضـطـِّـرامُ نــاري بـِـكِ الا تـمـــردا
لِـظعـن بالاطـلال كانـت تـمـنـعُـني رغائبي
ومــا رُوِّضَـت نـفــســي بـعـمــرهــا ابـــدا
تـعـشـق حُـرَّةً او تـتـلـذذُ بـِمُـرِّ الـمـصـائبِ
وغـيـثُ الـنـدى لا يُـثـمِـرُ عـطـائُـهُ بـِقـيعـةٍ
مـا بـهـا خـصـبُ عِـشــق ولـسـتُ بـكــاذب
إن قـُـلــتُ هـواكِ مَـجــداً وعَـلِـيّـاً بـِـظِـلــي
وبـغـيـرهِ يـحـيـى بـيـنَ ظـُـنـونٍ و كَــواذِبِ
لا اخـضَــرَّ عــودٌ بَـعــدَ ضَـيــرٍ بـِقـَطـعِــهِ
وعــودُكِ يَـخـضَـرُّ إن قـُطِعَ وكـان جـانبـي