حوار العشق

بقلم ✍�� : خليفة الغافري

������������
متلثمة ببردة الشوق ..ملامحها تجعل من نساء الأرض في حيرة من أمرها ...كأن رحم أمها خلية نحل ... مرت ذات يوم على شاطئ القرم فسقطت من ثغرها قطعة سكر فأصبح ماء البحر. حلو المذاق فنفقت كل الأسماك إلى الشواطئ.... والعلماء لا زالوا يتساءلون عن سر المد الأحمر. ... ياه يا عمانية مكتوب عليك أن تكوني معجزة هذا القرن وكل القرون السابقة والأتية !


هي تحمل قصائد نزار في خزائن قلبها .. تمتلك ملامح شناصية خرافية كما غرد عنها الفطيسي ذاك الشاعر المجنون .. يا صحار ويا فلج القبائل أتذكرين نخيلك حين مالت لتطعم تلك الفتاة بعضا من رطبها ... ويا الرستاق يا حدائق من عشق مفروشة لأجلها حين مرت على ذلك الدرب ...ويا شرق عمان. و طعم (أها ) بلهجتها تغربل حتى النجوم حين تهمس بها شفتيها .


كنت ذات صدفة في زيارة لجامعة صحار .. وكنت أكظم أظافري وأنا غارق في التفكير ... أتذكر المكان جيدا ... ذلك الكرسي وأوراقي وفنجان قهوتي وهمسات الطلبة والطالبات خناجر تزرع في مسامعي من هذا المجنون ؟ وأتذكر ضحكة ( مها )حين سقطت حقيبتها وأنا أردد شكري لتلك الحقيبة لأنها سقطت بجانبي ...
أقتربت مني وقلت هل تتصدقين ببعض من جمالك على بقية النسوة ... فالجشع عادة منبوذة و أنت قد أستحوذتي على كل الجمال في هذه الأرض ....
أبتسمت و قالت : بالفعل أنت مجنون ! قلت لا يا سيدتي بل أنا أعقل المجانين على هذه الأرض ...
قالت : هل أنت كاتب ؟
قلت : لا يا سيدتي بل أنا من تكتبني الحروف لوصف الجميلات أمثالك ...
أرتجفت ... وكعادة النساء حين ترتبك تضع يدها على شيلتها !!
قلت لها : لا تقلقي لم تسقط بعد ...!
أبتسمت وقالت :
لاأدري مابي ..
أحتاج كاتب مثلك ليرتبني على حدود القصيدة ..
يا غافري أين أنت مني ؟! أعترف بأن الحسن في فتيات عبري ... ولكن لتقرأ فيني ما لم تقرأه فيهن !
كنت أفترش الإنتظار لأجلك ... وأتكيء على الصبر وأقاسم الخيال َ رغيف الكتابة لعله يولد رجل مختلف عن بقية الأصنام في عالمي ..
أقترب أيها الغافري مني و أتلو تاريخ روحك علي .. لأقطف كل النساء من نبضك ..
وتجمعني في المشهد الأخير .. وأنا معك !


كلماتك يا طفلة الورد قد بعثرتني على طرقاتك !
أخبريني ماا لذي يدفعني إليك ..؟!
لا تقولي بأنه هوسي بالضوء والجمال .. ولا تقولي بأنك أصدق قصيدة وقفت على بابي .. ولا تقولي بأن زمني زمن الخيبات وفكرت بك لكي أنسى ..
هو شيء أكبر يا سيدتي من الإندفاع .... له رائحة المستقبل الأتي .. وطعم حكايا الحب الذي أصبحنا لا نراها في زماننا .. لون سمرتك يا بهية كأنه نص أدبي يعجر أنبغ الكتاب عن وصفه ..!


هذا المساء أمارس فيه جنون الكتابة بغير المعتاد ... رشرشت عطرك على منديلي ... و في يدي قلمي ... و على المنضدة دفاتري .. .في المرآة صورتك ..
وعلى ملامحي إبتسامتك .. شغف الإنتظار قاتل يا سيدتي ..
تخطيت كل تفاصيل الجنون لألثم جبين المرايا وأرجو زمن وصلك ..
كاذب هو من يقول بأن الإنتظار جميل ؟!
أراه اليوم بالفعل سوف يكون قاتلي ..!!


*
العشق يا معشر الرجال هو أن تتعلق بأستار روح من تحبها .. وتهدهد القصيدة على ذراعها ....
العشق هو أن تفر من ذاكرتك وتفرغ كل ما فيك من الماضي لأجلها ...
وتستخلص حزنها بأهتمامك ...
الرجل الحقيقي إن مارس قسوته على أنثاه عليه أن يصلب نفسه على حد وجعها ..
ويكفن روحه لأجلها ..
أهمس لها : الحب يبدأ من اليدين .... ومحبس يطوق أصبعك
سوف تصرخ في حضرتك وتقول لك بأنها ممتلئة بك ...
خبأ أناملك بين أناملها فليس عيبا أن تصارحها بعشقك .. بل ستكون مجرم مع سبق الإصرار والترصد لو منعت هطول قلبك على شرفتها ...
أنثاك أيها رجل. وجه طاهر لقصيدة أزلية ..


آتيتك يا عمان كاتب مغمور ولكني أتحدى كتاب هذا الوطن وكل الأوطان ... غافري هذا العصر وعطر حرفي سوف يشق نهر من الأسئلة على الثغور ...
أذهلت بحضوري نصوص الكتاب. .. خذوا صفحات الجرائد والمجلات. و دعوا لي. العالم الإفتراضي ... أكتب ليس للشهرة بل لأعلم معاشر الرجال والنساء أصول العشق ... أتأبط حرفا فاخر شربته من أفلاج عبري. .. وجمال مساءات كاواس ...
أرسم بريشتي ملامح أنثى. من الخيال ... ففي الواقع يصعب علي أن أكون السبب لعذاب أنثى. ..


١٢ أغسطس ٢٠١٧
الساعة
٨:٣٠ مساءا