ضيف العطايا
يكرمنا الله -تعالى- باللحظات التي نعيشها حتّى الآن، والفرص التي تتتابع علينا يوما بعد يوم وكأنّها تريد أن تخبرنا أن فرصة القرب من الله ما زالت متاحة، في حين أنّ كثيرا من البشر تخَطّفهم ريب المنون.
لا بدَّ أنَّ الضيف الذي سيحل علينا بعد أيامٍ قليلة يستحِقّ منّا حسن استقبال، إنّه الضيف الحالّ علينا ليكرمنا بما عنده من هبات ولم يكن يريد منّا إلا أن نبذل ونجتهد لأجلنا!
(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ ...)
[سورة البقرة 185]
نعم إنّه شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناسِ، ويتعاظم الشوق في القلب، الشوق الذي يدعونا أن لا نخسر شيئا من هذا اللقاء، فلثوانيه قيمة ليست كقيمة باقي الثواني، وليلته التي يحمل ليست كباقي الليالي، إنّها تدعونا-بلا شكّ - أن نتعامل معها تعامل التّاجر الماهر الذي لا يريد أن يخسر شيئا في تجارته، بل يحاول مضاعفة أرباحه بطمع وبلا توقّف، وإن وجد في مشروعه ما يدعوه للتّرقي في سلّم التجارة فإنّه يصعد بقوّة، متحدّيا أي صعب يعترضه في طريقه!
في: " حفل استقبال" سنجتهد سويا لأن نصل لاستقبال هذا الضيف كما ينبغي، ولنبدأ بنيّة قوِيّة وعزمٍ أكيد، ولندعُ الله أن يسلمنا لرمضان، ويسلّم رمضان لنا، ويتسلّمه منّا متقبلا..
صفية العيسرية
٢. من شعبان.١٤٣٨ه