الحلقة الثانية بعنوان الـدعاء على الأولاد
دعاء الوالدين لأولادهم مستجاب عند الله تعالى,
قال رسول الله ﷺ:
" ثلاث دعوات لا ترد :دعوة الوالد لولده، ودعوة الصائم ، ودعوة المسافر".
وقد حث القرآن الكريم في أكثر من موضع الوالدين على الدعاء لأولادهم بالخير والصلاح والتقوى
فقد قال الله تعالى:
{وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا }
وبالدعاء تتجلى معاني الرحمة والرأفة من قلبي الوالدين فيتضرعان إلى الله تعالى من أجل مصلحة أبنائهم ومن هنا تكمن خطورة مايفعله كثير من الآباء والأمهات من إطلاق الدعوات على أولادهم حين يصدر منهم أي تصرف سيء غافيلن عن الأثر الخطير لهذه الدعوات من دمار للطفل سواء في جسده أو اخفاقه وعدم توفيقه في سائر أمور حياته من علم وصحة وحتى استقامة في دينه في بعض الأحيان.
وقد نهى رسول الله ﷺ الوالدين عن الدعاء على أولادهم خشية أن تصادف تلك الدعوات ساعة استجابة وقبول حيث
قال ﷺ :
" لا تَدْعُوا على أنْفُسِكُمْ، وَلا تَدْعُوا على أوْلادِكُمْ، وَلا تَدْعُوا على خَدَمِكمْ، ولا تَدْعُوا على أمْوَالِكُمْ، لا تُوافِقُوا مِنَ اللَّهِ ساعَةً نِيْلَ فيها عَطاءٌ فَيُسْتَجابَ مِنْكُمْ".
ومن الألفاظ العمانية الدارجة عند الناس في الدعاء على الأولاد قول أحد الوالدين:
"الله يصرفك" ،"الله يزولك"، "الله يلعنك" ،"إن شاءالله من حيت رايح ماترجع"...
إلى غير ذلك من الألفاظ التي شاعت بين الناس في الدعاء على أولادهم.
وعلى الوالدين أن يدعوا لأولادهما عند صدور أي فعل سيء منهم بالهداية والصلاح حتى وإن كانا في أشد الغضب كأن يقولوا:
"الله يهديكم" الله يصلح أحوالكم" وغيرها من الدعوات الطيبة.
وكم من القصص المؤلمة التي حدثت نتيجة دعاء أحد أو الوالدين في لحظة غضب على أولادهم بدعاء شر كانت عاقبته إما في الولد أو في أحد الوالدين
ومن ذلك ما حدث لإحدى النساء الصالحات التي رزقت بولد أتعبتها تصرفاته حين كبر من كثرة خروج من البيت والسهر لأوقات متأخرة فما كان منها حين أصابها الضيق والتعب منه إلا أن ترفع أكف الدعاء لرب السماء قائلة:
"إن شاالله دعمة تجيبك"!!
أي تدعو له أن يصاب بحادث سيارة ومرت السنون وبالفعل أصيب الإبن بحادث سير أليم!!
وغيرها من القصص المؤلمة والمحزنة التي وقعت بالفعل في كثير من المجتمعات.
فيجب على كل والدين أن يضبطا أعصابهما حين يتعرضون لهذه المواقف مع أبنائهم متجنبين الدعاء عليهم بالشر وليكن سيدنا يعقوب عليه السلام خير قدوة لهم في تصرفه حين أتوه أبنائه بقبيح فعلهم في أخيهم فما كان منه إلا أن قال لهم وفي غصة ألمه على ولده الحبيب:
"سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي"
نسأل الله تعالى أن يحفظ أولادنا وذرياتنا وأن يبعد قلوبهم عن مفاسد هذا الزمان وأن يثبتنا وإياهم على طاعته سبحانه.