https://up.h2adi.com/do.php?imgf=171586452030431.jpeg

قائمة المستخدمين المشار إليهم

صفحة 1 من 5 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 41

الموضوع: {° نزار قباني في ضيافتنا°}

  1. #1
    كاتب وأديب بالسبلة العمانية

    تاريخ التسجيل
    Jan 2015
    الدولة
    سلطنة عمان
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    21,460
    Mentioned
    38 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)

    {° نزار قباني في ضيافتنا°}



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    احبتي احييكم باجمل التحايا وادعوكم جميعا للمشاركة لهذا الموضوع المفتوح للجميع والذي خصصناه للشاعر الكبير ... شاعر المرأة ... ( نزار قباني )
    نتكلم فيه عن سيرته الذاتية ونطرح بعض قصائده والتي عشقها الكثيرون على مدى الاربعين عاما الفائته .. وما زال وهج حضوره بالرغم من وفاته كبيرا .




    فاهلا لكم وبمشاركاتكم جميعا ..
    سلام للقلوب الصادقة

    •   Alt 

       

  2. #2
    كاتب وأديب بالسبلة العمانية

    تاريخ التسجيل
    Jan 2015
    الدولة
    سلطنة عمان
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    21,460
    Mentioned
    38 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    نزار بن توفيق القباني*(1923 - 1998 م)

    دبلوماسي*وشاعر*سوري معاصر، ولد في*21 مارس*1923*من أسرة دمشقية عربية.
    *إذ يعتبر جده*أبو خليل القباني*من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في*الجامعة السورية*وفور تخرجه منها عام*1945إنخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام*1966؛ أصدر أولى دواوينه عام1944*بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"،
    وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكانلدمشق*وبيروت*حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثتحرب 1967*والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة فيالوطن العربي*وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام—قال عنه الشاعر الفلسطيني*عز الدين المناصرة*: (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).



    على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ إنتحاري استهدف السفارة العراقية في*بيروت*حيث كانت تعمل، وصولاً إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني".عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في*لندن*حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في*30 أبريل*1998*ودفن في مسقط رأسه، دمشق.
    سلام للقلوب الصادقة

  3. #3
    كاتب وأديب بالسبلة العمانية

    تاريخ التسجيل
    Jan 2015
    الدولة
    سلطنة عمان
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    21,460
    Mentioned
    38 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)


    شُكراً لكم ..

    شُكراً لكم . .

    فحبيبتي قُتِلَت .. وصار بوُسْعِكُم

    أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدهْ

    وقصيدتي اغْتِيلتْ ..

    وهل من أُمَّـةٍ في الأرضِ ..

    - إلا نحنُ - تغتالُ القصيدة ؟

    بلقيسُ ...

    كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ في تاريخ بابِِلْ

    بلقيسُ ..

    كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ

    كانتْ إذا تمشي ..

    ترافقُها طواويسٌ ..

    وتتبعُها أيائِلْ ..

    بلقيسُ .. يا وَجَعِي ..

    ويا وَجَعَ القصيدةِ حين تلمَسُهَا الأناملْ

    هل يا تُرى ..

    من بعد شَعْرِكِ سوفَ ترتفعُ السنابلْ ؟

    يا نَيْنَوَى الخضراءَ ..

    يا غجريَّتي الشقراءَ ..

    يا أمواجَ دجلةَ . .

    تلبسُ في الربيعِ بساقِهِا

    أحلى الخلاخِلْ ..

    قتلوكِ يا بلقيسُ ..

    أيَّةُ أُمَّةٍ عربيةٍ ..

    تلكَ التي

    تغتالُ أصواتَ البلابِلْ ؟

    أين السَّمَوْأَلُ ؟

    والمُهَلْهَلُ ؟

    والغطاريفُ الأوائِلْ ؟

    فقبائلٌ أَكَلَتْ قبائلْ ..

    وثعالبٌ قَتَـلَتْ ثعالبْ ..

    وعناكبٌ قتلتْ عناكبْ ..

    قَسَمَاً بعينيكِ اللتينِ إليهما ..

    تأوي ملايينُ الكواكبْ ..

    سأقُولُ ، يا قَمَرِي ، عن العَرَبِ العجائبْ

    فهل البطولةُ كِذْبَةٌ عربيةٌ ؟

    أم مثلنا التاريخُ كاذبْ ؟.

    بلقيسُ

    لا تتغيَّبِي عنّي

    فإنَّ الشمسَ بعدكِ

    لا تُضيءُ على السواحِلْ . .

    سأقول في التحقيق :

    إنَّ اللصَّ أصبحَ يرتدي ثوبَ المُقاتِلْ

    وأقول في التحقيق :

    إنَّ القائدَ الموهوبَ أصبحَ كالمُقَاوِلْ ..

    وأقولُ :

    إن حكايةَ الإشعاع ، أسخفُ نُكْتَةٍ قِيلَتْ ..

    فنحنُ قبيلةٌ بين القبائِلْ

    هذا هو التاريخُ . . يا بلقيسُ ..

    كيف يُفَرِّقُ الإنسانُ ..

    ما بين الحدائقِ والمزابلْ

    بلقيسُ ..

    أيَّتها الشهيدةُ .. والقصيدةُ ..

    والمُطَهَّرَةُ النقيَّةْ ..

    سَبَـأٌ تفتِّشُ عن مَلِيكَتِهَا

    فرُدِّي للجماهيرِ التحيَّةْ ..

    يا أعظمَ المَلِكَاتِ ..

    يا امرأةً تُجَسِّدُ كلَّ أمجادِ العصورِ السُومَرِيَّةْ

    بلقيسُ ..

    يا عصفورتي الأحلى ..

    ويا أَيْقُونتي الأَغْلَى

    ويا دَمْعَاً تناثرَ فوق خَدِّ المجدليَّةْ

    أَتُرى ظَلَمْتُكِ إذْ نَقَلْتُكِ

    ذاتَ يومٍ .. من ضفاف الأعظميَّةْ

    بيروتُ .. تقتُلُ كلَّ يومٍ واحداً مِنَّا ..

    وتبحثُ كلَّ يومٍ عن ضحيَّةْ

    والموتُ .. في فِنْجَانِ قَهْوَتِنَا ..

    وفي مفتاح شِقَّتِنَا ..

    وفي أزهارِ شُرْفَتِنَا ..

    وفي وَرَقِ الجرائدِ ..

    والحروفِ الأبجديَّةْ ...

    ها نحنُ .. يا بلقيسُ ..

    ندخُلُ مرةً أُخرى لعصرِ الجاهليَّةْ ..

    ها نحنُ ندخُلُ في التَوَحُّشِ ..

    والتخلّفِ .. والبشاعةِ .. والوَضَاعةِ ..

    ندخُلُ مرةً أُخرى .. عُصُورَ البربريَّةْ ..

    حيثُ الكتابةُ رِحْلَةٌ

    بينِ الشَّظيّةِ .. والشَّظيَّةْ

    حيثُ اغتيالُ فراشةٍ في حقلِهَا ..

    صارَ القضيَّةْ ..

    هل تعرفونَ حبيبتي بلقيسَ ؟

    فهي أهمُّ ما كَتَبُوهُ في كُتُبِ الغرامْ

    كانتْ مزيجاً رائِعَاً

    بين القَطِيفَةِ والرخامْ ..

    كان البَنَفْسَجُ بينَ عَيْنَيْهَا

    ينامُ ولا ينامْ ..

    بلقيسُ ..

    يا عِطْرَاً بذاكرتي ..

    ويا قبراً يسافرُ في الغمام ..

    قتلوكِ ، في بيروتَ ، مثلَ أيِّ غزالةٍ

    من بعدما .. قَتَلُوا الكلامْ ..

    بلقيسُ ..

    ليستْ هذهِ مرثيَّةً

    لكنْ ..

    على العَرَبِ السلامْ

    بلقيسُ ..

    مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ ..

    والبيتُ الصغيرُ ..

    يُسائِلُ عن أميرته المعطَّرةِ الذُيُولْ

    نُصْغِي إلى الأخبار .. والأخبارُ غامضةٌ

    ولا تروي فُضُولْ ..

    بلقيسُ ..

    مذبوحونَ حتى العَظْم ..

    والأولادُ لا يدرونَ ما يجري ..

    ولا أدري أنا .. ماذا أقُولْ ؟

    هل تقرعينَ البابَ بعد دقائقٍ ؟

    هل تخلعينَ المعطفَ الشَّتَوِيَّ ؟

    هل تأتينَ باسمةً ..

    وناضرةً ..

    ومُشْرِقَةً كأزهارِ الحُقُولْ ؟

    بلقيسُ ..

    إنَّ زُرُوعَكِ الخضراءَ ..

    ما زالتْ على الحيطانِ باكيةً ..

    وَوَجْهَكِ لم يزلْ مُتَنَقِّلاً ..

    بينَ المرايا والستائرْ

    حتى سجارتُكِ التي أشعلتِها

    لم تنطفئْ ..

    ودخانُهَا

    ما زالَ يرفضُ أن يسافرْ

    بلقيسُ ..

    مطعونونَ .. مطعونونَ في الأعماقِ ..

    والأحداقُ يسكنُها الذُهُولْ

    بلقيسُ ..

    كيف أخذتِ أيَّامي .. وأحلامي ..

    وألغيتِ الحدائقَ والفُصُولْ ..

    يا زوجتي ..

    وحبيبتي .. وقصيدتي .. وضياءَ عيني ..

    قد كنتِ عصفوري الجميلَ ..

    فكيف هربتِ يا بلقيسُ منّي ؟..

    بلقيسُ ..

    هذا موعدُ الشَاي العراقيِّ المُعَطَّرِ ..

    والمُعَتَّق كالسُّلافَةْ ..

    فَمَنِ الذي سيوزّعُ الأقداحَ .. أيّتها الزُرافَةْ ؟

    ومَنِ الذي نَقَلَ الفراتَ لِبَيتنا ..

    وورودَ دَجْلَةَ والرَّصَافَةْ ؟

    بلقيسُ ..

    إنَّ الحُزْنَ يثقُبُنِي ..

    وبيروتُ التي قَتَلَتْكِ .. لا تدري جريمتَها

    وبيروتُ التي عَشقَتْكِ ..

    تجهلُ أنّها قَتَلَتْ عشيقتَها ..

    وأطفأتِ القَمَرْ ..

    بلقيسُ ..

    يا بلقيسُ ..

    يا بلقيسُ

    كلُّ غمامةٍ تبكي عليكِ ..

    فَمَنْ تُرى يبكي عليَّا ..

    بلقيسُ .. كيف رَحَلْتِ صامتةً

    ولم تَضَعي يديْكِ .. على يَدَيَّا ؟

    بلقيسُ ..

    كيفَ تركتِنا في الريح ..

    نرجِفُ مثلَ أوراق الشَّجَرْ ؟

    وتركتِنا - نحنُ الثلاثةَ - ضائعينَ

    كريشةٍ تحتَ المَطَرْ ..

    أتُرَاكِ ما فَكَّرْتِ بي ؟

    وأنا الذي يحتاجُ حبَّكِ .. مثلَ (زينبَ) أو (عُمَرْ)

    بلقيسُ ..

    يا كَنْزَاً خُرَافيّاً ..

    ويا رُمْحَاً عِرَاقيّاً ..

    وغابَةَ خَيْزُرَانْ ..

    يا مَنْ تحدَّيتِ النجُومَ ترفُّعاً ..

    مِنْ أينَ جئتِ بكلِّ هذا العُنْفُوانْ ؟

    بلقيسُ ..

    أيتها الصديقةُ .. والرفيقةُ ..

    والرقيقةُ مثلَ زَهْرةِ أُقْحُوَانْ ..

    ضاقتْ بنا بيروتُ .. ضاقَ البحرُ ..

    ضاقَ بنا المكانْ ..

    بلقيسُ : ما أنتِ التي تَتَكَرَّرِينَ ..

    فما لبلقيسَ اثْنَتَانْ ..

    بلقيسُ ..

    تذبحُني التفاصيلُ الصغيرةُ في علاقتِنَا ..

    وتجلُدني الدقائقُ والثواني ..

    فلكُلِّ دبّوسٍ صغيرٍ .. قصَّةٌ

    ولكُلِّ عِقْدٍ من عُقُودِكِ قِصَّتانِ

    حتى ملاقطُ شَعْرِكِ الذَّهَبِيِّ ..

    تغمُرُني ،كعادتِها ، بأمطار الحنانِ

    ويُعَرِّشُ الصوتُ العراقيُّ الجميلُ ..

    على الستائرِ ..

    والمقاعدِ ..

    والأوَاني ..

    ومن المَرَايَا تطْلَعِينَ ..

    من الخواتم تطْلَعِينَ ..

    من القصيدة تطْلَعِينَ ..

    من الشُّمُوعِ ..

    من الكُؤُوسِ ..

    من النبيذ الأُرْجُواني ..

    بلقيسُ ..

    يا بلقيسُ .. يا بلقيسُ ..

    لو تدرينَ ما وَجَعُ المكانِ ..

    في كُلِّ ركنٍ .. أنتِ حائمةٌ كعصفورٍ ..

    وعابقةٌ كغابةِ بَيْلَسَانِ ..

    فهناكَ .. كنتِ تُدَخِّنِينَ ..

    هناكَ .. كنتِ تُطالعينَ ..

    هناكَ .. كنتِ كنخلةٍ تَتَمَشَّطِينَ ..

    وتدخُلينَ على الضيوفِ ..

    كأنَّكِ السَّيْفُ اليَمَاني ..

    بلقيسُ ..

    أين زجَاجَةُ ( الغِيرلاَنِ ) ؟

    والوَلاّعةُ الزرقاءُ ..

    أينَ سِجَارةُ الـ (الكَنْتِ ) التي

    ما فارقَتْ شَفَتَيْكِ ؟

    أين (الهاشميُّ ) مُغَنِّيَاً ..

    فوقَ القوامِ المَهْرَجَانِ ..

    تتذكَّرُ الأمْشَاطُ ماضيها ..

    فَيَكْرُجُ دَمْعُهَا ..

    هل يا تُرى الأمْشَاطُ من أشواقها أيضاً تُعاني ؟

    بلقيسُ : صَعْبٌ أنْ أهاجرَ من دمي ..

    وأنا المُحَاصَرُ بين ألسنَةِ اللهيبِ ..

    وبين ألسنَةِ الدُخَانِ ...

    بلقيسُ : أيتَّهُا الأميرَةْ

    ها أنتِ تحترقينَ .. في حربِ العشيرةِ والعشيرَةْ

    ماذا سأكتُبُ عن رحيل مليكتي ؟

    إنَ الكلامَ فضيحتي ..

    ها نحنُ نبحثُ بين أكوامِ الضحايا ..

    عن نجمةٍ سَقَطَتْ ..

    وعن جَسَدٍ تناثَرَ كالمَرَايَا ..

    ها نحنُ نسألُ يا حَبِيبَةْ ..

    إنْ كانَ هذا القبرُ قَبْرَكِ أنتِ

    أم قَبْرَ العُرُوبَةْ ..

    بلقيسُ :

    يا صَفْصَافَةً أَرْخَتْ ضفائرَها عليَّ ..

    ويا زُرَافَةَ كبرياءْ

    بلقيسُ :

    إنَّ قَضَاءَنَا العربيَّ أن يغتالَنا عَرَبٌ ..

    ويأكُلَ لَحْمَنَا عَرَبٌ ..

    ويبقُرَ بطْنَنَا عَرَبٌ ..

    ويَفْتَحَ قَبْرَنَا عَرَبٌ ..

    فكيف نفُرُّ من هذا القَضَاءْ ؟

    فالخِنْجَرُ العربيُّ .. ليسَ يُقِيمُ فَرْقَاً

    بين أعناقِ الرجالِ ..

    وبين أعناقِ النساءْ ..

    بلقيسُ :

    إنْ هم فَجَّرُوكِ .. فعندنا

    كلُّ الجنائزِ تبتدي في كَرْبَلاءَ ..

    وتنتهي في كَرْبَلاءْ ..

    لَنْ أقرأَ التاريخَ بعد اليوم

    إنَّ أصابعي اشْتَعَلَتْ ..

    وأثوابي تُغَطِّيها الدمَاءْ ..

    ها نحنُ ندخُلُ عصْرَنَا الحَجَرِيَّ

    نرجعُ كلَّ يومٍ ، ألفَ عامٍ للوَرَاءْ ...

    البحرُ في بيروتَ ..

    بعد رحيل عَيْنَيْكِ اسْتَقَالْ ..

    والشِّعْرُ .. يسألُ عن قصيدَتِهِ

    التي لم تكتمِلْ كلماتُهَا ..

    ولا أَحَدٌ .. يُجِيبُ على السؤالْ

    الحُزْنُ يا بلقيسُ ..

    يعصُرُ مهجتي كالبُرْتُقَالَةْ ..

    الآنَ .. أَعرفُ مأزَقَ الكلماتِ

    أعرفُ وَرْطَةَ اللغةِ المُحَالَةْ ..

    وأنا الذي اخترعَ الرسائِلَ ..

    لستُ أدري .. كيفَ أَبْتَدِئُ الرسالَةْ ..

    السيف يدخُلُ لحم خاصِرَتي

    وخاصِرَةِ العبارَةْ ..

    كلُّ الحضارةِ ، أنتِ يا بلقيسُ ، والأُنثى حضارَةْ ..

    بلقيسُ : أنتِ بشارتي الكُبرى ..

    فَمَنْ سَرَق البِشَارَةْ ؟

    أنتِ الكتابةُ قبْلَمَا كانَتْ كِتَابَةْ ..

    أنتِ الجزيرةُ والمَنَارَةْ ..

    بلقيسُ :

    يا قَمَرِي الذي طَمَرُوهُ ما بين الحجارَةْ ..

    الآنَ ترتفعُ الستارَةْ ..

    الآنَ ترتفعُ الستارِةْ ..

    سَأَقُولُ في التحقيقِ ..

    إنّي أعرفُ الأسماءَ .. والأشياءَ .. والسُّجَنَاءَ ..

    والشهداءَ .. والفُقَرَاءَ .. والمُسْتَضْعَفِينْ ..

    وأقولُ إنّي أعرفُ السيَّافَ قاتِلَ زوجتي ..

    ووجوهَ كُلِّ المُخْبِرِينْ ..

    وأقول : إنَّ عفافَنا عُهْرٌ ..

    وتَقْوَانَا قَذَارَةْ ..

    وأقُولُ : إنَّ نِضالَنا كَذِبٌ

    وأنْ لا فَرْقَ ..

    ما بين السياسةِ والدَّعَارَةْ !!

    سَأَقُولُ في التحقيق :

    إنّي قد عَرَفْتُ القاتلينْ

    وأقُولُ :

    إنَّ زمانَنَا العربيَّ مُخْتَصٌّ بذَبْحِ الياسَمِينْ

    وبقَتْلِ كُلِّ الأنبياءِ ..

    وقَتْلِ كُلِّ المُرْسَلِينْ ..

    حتّى العيونُ الخُضْرُ ..

    يأكُلُهَا العَرَبْ

    حتّى الضفائرُ .. والخواتمُ

    والأساورُ .. والمرايا .. واللُّعَبْ ..

    حتّى النجومُ تخافُ من وطني ..

    ولا أدري السَّبَبْ ..

    حتّى الطيورُ تفُرُّ من وطني ..

    و لا أدري السَّبَبْ ..

    حتى الكواكبُ .. والمراكبُ .. والسُّحُبْ

    حتى الدفاترُ .. والكُتُبْ ..

    وجميعُ أشياء الجمالِ ..

    جميعُها .. ضِدَّ العَرَبْ ..

    لَمَّا تناثَرَ جِسْمُكِ الضَّوْئِيُّ

    يا بلقيسُ ،

    لُؤْلُؤَةً كريمَةْ

    فَكَّرْتُ : هل قَتْلُ النساء هوايةٌ عَربيَّةٌ

    أم أنّنا في الأصل ، مُحْتَرِفُو جريمَةْ ؟

    بلقيسُ ..

    يا فَرَسِي الجميلةُ .. إنَّني

    من كُلِّ تاريخي خَجُولْ

    هذي بلادٌ يقتلُونَ بها الخُيُولْ ..

    هذي بلادٌ يقتلُونَ بها الخُيُولْ ..

    مِنْ يومِ أنْ نَحَرُوكِ ..

    يا بلقيسُ ..

    يا أَحْلَى وَطَنْ ..

    لا يعرفُ الإنسانُ كيفَ يعيشُ في هذا الوَطَنْ ..

    لا يعرفُ الإنسانُ كيفَ يموتُ في هذا الوَطَنْ ..

    ما زلتُ أدفعُ من دمي ..

    أعلى جَزَاءْ ..

    كي أُسْعِدَ الدُّنْيَا .. ولكنَّ السَّمَاءْ

    شاءَتْ بأنْ أبقى وحيداً ..

    مثلَ أوراق الشتاءْ

    هل يُوْلَدُ الشُّعَرَاءُ من رَحِمِ الشقاءْ ؟

    وهل القصيدةُ طَعْنَةٌ

    في القلبِ .. ليس لها شِفَاءْ ؟

    أم أنّني وحدي الذي

    عَيْنَاهُ تختصرانِ تاريخَ البُكَاءْ ؟

    سَأقُولُ في التحقيق :

    كيف غَزَالتي ماتَتْ بسيف أبي لَهَبْ

    كلُّ اللصوص من الخليجِ إلى المحيطِ ..

    يُدَمِّرُونَ .. ويُحْرِقُونَ ..

    ويَنْهَبُونَ .. ويَرْتَشُونَ ..

    ويَعْتَدُونَ على النساءِ ..

    كما يُرِيدُ أبو لَهَبْ ..

    كُلُّ الكِلابِ مُوَظَّفُونَ ..

    ويأكُلُونَ ..

    ويَسْكَرُونَ ..

    على حسابِ أبي لَهَبْ ..

    لا قَمْحَةٌ في الأرض ..

    تَنْبُتُ دونَ رأي أبي لَهَبْ

    لا طفلَ يُوْلَدُ عندنا

    إلا وزارتْ أُمُّهُ يوماً ..

    فِراشَ أبي لَهَبْ !!...

    لا سِجْنَ يُفْتَحُ ..

    دونَ رأي أبي لَهَبْ ..

    لا رأسَ يُقْطَعُ

    دونَ أَمْر أبي لَهَبْ ..

    سَأقُولُ في التحقيق :

    كيفَ أميرتي اغْتُصِبَتْ

    وكيفَ تقاسَمُوا فَيْرُوزَ عَيْنَيْهَا

    وخاتَمَ عُرْسِهَا ..

    وأقولُ كيفَ تقاسَمُوا الشَّعْرَ الذي

    يجري كأنهارِ الذَّهَبْ ..

    سَأَقُولُ في التحقيق :

    كيفَ سَطَوْا على آيات مُصْحَفِهَا الشريفِ

    وأضرمُوا فيه اللَّهَبْ ..

    سَأقُولُ كيفَ اسْتَنْزَفُوا دَمَهَا ..

    وكيفَ اسْتَمْلَكُوا فَمَهَا ..

    فما تركُوا به وَرْدَاً .. ولا تركُوا عِنَبْ

    هل مَوْتُ بلقيسٍ ...

    هو النَّصْرُ الوحيدُ

    بكُلِّ تاريخِ العَرَبْ ؟؟...

    بلقيسُ ..

    يا مَعْشُوقتي حتّى الثُّمَالَةْ ..

    الأنبياءُ الكاذبُونَ ..

    يُقَرْفِصُونَ ..

    ويَرْكَبُونَ على الشعوبِ

    ولا رِسَالَةْ ..

    لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا ..

    من فلسطينَ الحزينةِ ..

    نَجْمَةً ..

    أو بُرْتُقَالَةْ ..

    لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا ..

    من شواطئ غَزَّةٍ

    حَجَرَاً صغيراً

    أو محَاَرَةْ ..

    لو أَنَّهُمْ من رُبْعِ قَرْنٍ حَرَّروا ..

    زيتونةً ..

    أو أَرْجَعُوا لَيْمُونَةً

    ومَحوا عن التاريخ عَارَهْ

    لَشَكَرْتُ مَنْ قَتَلُوكِ .. يا بلقيسُ ..

    يا مَعْشوقتي حتى الثُّمَالَةْ ..

    لكنَّهُمْ تَرَكُوا فلسطيناً

    ليغتالُوا غَزَالَةْ !!...

    ماذا يقولُ الشِّعْرُ ، يا بلقيسُ ..

    في هذا الزَمَانِ ؟

    ماذا يقولُ الشِّعْرُ ؟

    في العَصْرِ الشُّعُوبيِّ ..

    المَجُوسيِّ ..

    الجَبَان

    والعالمُ العربيُّ

    مَسْحُوقٌ .. ومَقْمُوعٌ ..

    ومَقْطُوعُ اللسانِ ..

    نحنُ الجريمةُ في تَفَوُّقِها

    فما ( العِقْدُ الفريدُ ) وما ( الأَغَاني ) ؟؟

    أَخَذُوكِ أيَّتُهَا الحبيبةُ من يَدِي ..

    أخَذُوا القصيدةَ من فَمِي ..

    أخَذُوا الكتابةَ .. والقراءةَ ..

    والطُّفُولَةَ .. والأماني

    بلقيسُ .. يا بلقيسُ ..

    يا دَمْعَاً يُنَقِّطُ فوق أهداب الكَمَانِ ..

    عَلَّمْتُ مَنْ قتلوكِ أسرارَ الهوى

    لكنَّهُمْ .. قبلَ انتهاءِ الشَّوْطِ

    قد قَتَلُوا حِصَاني

    بلقيسُ :

    أسألكِ السماحَ ، فربَّما

    كانَتْ حياتُكِ فِدْيَةً لحياتي ..

    إنّي لأعرفُ جَيّداً ..

    أنَّ الذين تورَّطُوا في القَتْلِ ، كانَ مُرَادُهُمْ

    أنْ يقتُلُوا كَلِمَاتي !!!

    نامي بحفْظِ اللهِ .. أيَّتُها الجميلَةْ

    فالشِّعْرُ بَعْدَكِ مُسْتَحِيلٌ ..

    والأُنُوثَةُ مُسْتَحِيلَةْ

    سَتَظَلُّ أجيالٌ من الأطفالِ ..

    تسألُ عن ضفائركِ الطويلَةْ ..

    وتظلُّ أجيالٌ من العُشَّاقِ

    تقرأُ عنكِ . . أيَّتُها المعلِّمَةُ الأصيلَةْ ...

    وسيعرفُ الأعرابُ يوماً ..

    أَنَّهُمْ قَتَلُوا الرسُولَةْ ..

    قَتَلُوا الرسُولَةْ ..

    ق .. ت .. ل ..و .. ا

    ال .. ر .. س .. و .. ل .. ة

    التعديل الأخير تم بواسطة صدى صوت ; 10-04-2018 الساعة 12:57 AM
    سلام للقلوب الصادقة

  4. #4
    العضوة الأكثر تفاعلاً بالرواق الصورة الرمزية حسنة ₩
    تاريخ التسجيل
    Nov 2016
    الدولة
    عمان الحبيبه
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    1,015
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    موضوع من اروع المواضيع التي تطرح ..شكرا لهذا النشاط الجميل .


    (آآخر عصفور يخرج من غرناطة)

    1
    عيناك.. آخر مركبين يسافران
    فهل هنالك من مكان؟
    إني تعبت من التسكع في محطات الجنون
    وما وصلت إلى مكان..
    عيناك آخر فرصتين متاحتين
    لمن يفكر بالهروب..
    وأنا.. أفكر بالهروب..
    عيناك آخر ما تبقى من عصافير الجنوب
    عيناك آخر ما تبقى من حشيش البحر،
    آخر ما تبقى من حقول التبغ،
    آخر ما تبقى من دموع الأقحوان
    عيناك.. آخر زفةٍ شعبيةٍ تجري
    وآخر مهرجان..
    آخر ما تبقى من مكاتيب الغرام
    ويداك.. آخر دفترين من الحرير..
    عليهما..
    سجلت أحلى ما لدي من الكلام
    العشق يكويني، كلوح التوتياء،
    ولا أذوب..
    والشعر يطعنني بخنجره..
    وأرفض أن أتوب..
    إني أحبك..
    ظلي معي..
    ويبقى وجه فاطمةٍ
    يحلق كالحمامة تحت أضواء الغروب
    ظلي معي.. فلربما يأتي الحسين
    وفي عباءته الحمائم، والمباخر، والطيوب
    ووراءه تمشي المآذن، والربى
    وجميع ثوار الجنوب..
    3
    عيناك آخر ساحلين من البنفسج
    فكرت أن الشعر ينقذني..
    ولكن القصائد أغرقتني..
    ولكن النساء تقاسمتني..
    أحبيبتي:
    أعجوبةٌ أن ألتقي امرأةً بهذا الليل،
    ترضى أن ترافقني..
    أعجوبةٌ أن يكتب الشعراء في هذا الزمان.
    أعجوبةٌ أن القصيدة لا تزال
    تمر من بين الحرائق والدخان
    تنط من فوق الحواجز، والمخافر، والهزائم،
    كالحصان
    أعجوبةٌ.. أن الكتابة لا تزال..
    برغم شمشمة الكلاب..
    ورغم أقبية المباحث،
    مصدراً للعنفوان...
    4
    الماء في عينيك زيتيٌ..
    رماديٌ..
    نبيذيٌ..
    وأنا على سطح السفينة،
    مثل عصفورٍ يتيمٍ
    لا يفكر بالرجوع..
    بيروت أرملة العروبة
    والطوائف،
    والجريمة، والجنون..
    بيروت تذبح في سرير زفافها
    والناس حول سريرها متفرجون
    بيروت..
    تنزف كالدجاجة في الطريق،
    فأين فر العاشقون؟
    بيروت تبحث عن حقيقتها،
    وتبحث عن قبيلتها..
    وتبحث عن أقاربها..
    ولكن الجميع منافقون..
    5
    عيناك.. آخر رحلةٍ ليليةٍ
    وحقائبي في الأرض تنتظر الهبوب
    تتوسل الأشجار باكيةً لآخذها معي
    أرأيتم شجراً يفكر بالهروب؟
    والخيانة، والذنوب..
    هذا هو الزمن الذي فيه الثقافة،
    والكتابة،
    والكرامة،
    والرجولة في غروب
    ودفاتري ملأى بآلاف الثقوب..
    النفط يستلقي سعيداً تحت أشجار النعاس،
    وبين أثداء الحريم..
    هذا الذي قد جاءنا
    بثياب شيطانٍ رجيم...
    النفط هذا السائل المنوي..
    لا القومي..
    لا الشعبي
    هذا الأرنب المهزوم في كل الحروب
    النفط مشروب الأباطرة الكبار،
    وليس مشروب الشعوب..
    كيف الدخول إلى القصيدة يا ترى؟
    والنفط يشري
    ألف منتجٍ (بماربيا)...
    ويشري نصف باريسٍ..
    ويشري نصف ما في (نيس) من شمسٍ وأجسادٍ..
    ويشري ألف يختٍ في بحار الله..
    يشري ألف إمرأةٍ بإذن الله..
    لا يشتري سيفاً لتحرير الجنوب..
    7
    عيناك.. آخر ما تبقى من شتول النخل
    في وطني الحزين.
    وهواك أجمل ثورةٍ بيضاء..
    تعلن من ملايين السنين
    كوني معي امرأةً..
    كوني معي شعراً
    يسافر دائماً عكس الرياح..
    كوني معي جنيةً
    لا يبلغ العشاق ذروة عشقهم
    إلا إذا التحقوا بصف الغاضبين..
    أحبيبتي:
    إني لأعلن أن ما في الأرض من عنبٍ وتين
    حقٌ لكل المعدمين
    وبأن كل الشعر .. كل النثر..
    كل الكحل في العينين..
    كل اللؤلؤ المخبوء في النهدين..
    حقٌ لكل الحالمين..
    كوني معي..
    ولسوف أعلن أن شمس الله،
    ولسوف أعلن دونما حرجٍ
    بأن الشعر أقوى من جميع الحاكمين...
    حقٌ لكل المعدمين
    وبأن كل الشعر .. كل النثر..
    كل الكحل في العينين..
    كل اللؤلؤ المخبوء في النهدين..
    كل العشب، كل الياسمين
    حقٌ لكل الحالمين..
    كوني معي..
    ولسوف أعلن أن شمس الله،
    ولسوف أعلن دونما حرجٍ
    بأن الشعر أقوى من جميع الحاكمين...
    حقٌ لكل المعدمين
    وبأن كل الشعر .. كل النثر..
    كل الكحل في العينين..
    كل اللؤلؤ المخبوء في النهدين..
    كل العشب، كل الياسمين
    حقٌ لكل الحالمين..
    كوني معي..
    ولسوف أعلن أن شمس الله،
    تشبه في استدارتها رغيف الجائعين
    ولسوف أعلن دونما حرجٍ
    بأن الشعر أقوى من جميع الحاكمين
    وقد ينكسر في النفس شيئاً لايجبره ألف إعتذار

  5. #5
    كاتب وأديب بالسبلة العمانية

    تاريخ التسجيل
    Jan 2015
    الدولة
    سلطنة عمان
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    21,460
    Mentioned
    38 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسنة ₩ مشاهدة المشاركة
    موضوع من اروع المواضيع التي تطرح ..شكرا لهذا النشاط الجميل .


    (آآخر عصفور يخرج من غرناطة)

    1
    عيناك.. آخر مركبين يسافران
    فهل هنالك من مكان؟
    إني تعبت من التسكع في محطات الجنون
    وما وصلت إلى مكان..
    عيناك آخر فرصتين متاحتين
    لمن يفكر بالهروب..
    وأنا.. أفكر بالهروب..
    عيناك آخر ما تبقى من عصافير الجنوب
    عيناك آخر ما تبقى من حشيش البحر،
    آخر ما تبقى من حقول التبغ،
    آخر ما تبقى من دموع الأقحوان
    عيناك.. آخر زفةٍ شعبيةٍ تجري
    وآخر مهرجان..
    آخر ما تبقى من مكاتيب الغرام
    ويداك.. آخر دفترين من الحرير..
    عليهما..
    سجلت أحلى ما لدي من الكلام
    العشق يكويني، كلوح التوتياء،
    ولا أذوب..
    والشعر يطعنني بخنجره..
    وأرفض أن أتوب..
    إني أحبك..
    ظلي معي..
    ويبقى وجه فاطمةٍ
    يحلق كالحمامة تحت أضواء الغروب
    ظلي معي.. فلربما يأتي الحسين
    وفي عباءته الحمائم، والمباخر، والطيوب
    ووراءه تمشي المآذن، والربى
    وجميع ثوار الجنوب..
    3
    عيناك آخر ساحلين من البنفسج
    فكرت أن الشعر ينقذني..
    ولكن القصائد أغرقتني..
    ولكن النساء تقاسمتني..
    أحبيبتي:
    أعجوبةٌ أن ألتقي امرأةً بهذا الليل،
    ترضى أن ترافقني..
    أعجوبةٌ أن يكتب الشعراء في هذا الزمان.
    أعجوبةٌ أن القصيدة لا تزال
    تمر من بين الحرائق والدخان
    تنط من فوق الحواجز، والمخافر، والهزائم،
    كالحصان
    أعجوبةٌ.. أن الكتابة لا تزال..
    برغم شمشمة الكلاب..
    ورغم أقبية المباحث،
    مصدراً للعنفوان...
    4
    الماء في عينيك زيتيٌ..
    رماديٌ..
    نبيذيٌ..
    وأنا على سطح السفينة،
    مثل عصفورٍ يتيمٍ
    لا يفكر بالرجوع..
    بيروت أرملة العروبة
    والطوائف،
    والجريمة، والجنون..
    بيروت تذبح في سرير زفافها
    والناس حول سريرها متفرجون
    بيروت..
    تنزف كالدجاجة في الطريق،
    فأين فر العاشقون؟
    بيروت تبحث عن حقيقتها،
    وتبحث عن قبيلتها..
    وتبحث عن أقاربها..
    ولكن الجميع منافقون..
    5
    عيناك.. آخر رحلةٍ ليليةٍ
    وحقائبي في الأرض تنتظر الهبوب
    تتوسل الأشجار باكيةً لآخذها معي
    أرأيتم شجراً يفكر بالهروب؟
    والخيانة، والذنوب..
    هذا هو الزمن الذي فيه الثقافة،
    والكتابة،
    والكرامة،
    والرجولة في غروب
    ودفاتري ملأى بآلاف الثقوب..
    النفط يستلقي سعيداً تحت أشجار النعاس،
    وبين أثداء الحريم..
    هذا الذي قد جاءنا
    بثياب شيطانٍ رجيم...
    النفط هذا السائل المنوي..
    لا القومي..
    لا الشعبي
    هذا الأرنب المهزوم في كل الحروب
    النفط مشروب الأباطرة الكبار،
    وليس مشروب الشعوب..
    كيف الدخول إلى القصيدة يا ترى؟
    والنفط يشري
    ألف منتجٍ (بماربيا)...
    ويشري نصف باريسٍ..
    ويشري نصف ما في (نيس) من شمسٍ وأجسادٍ..
    ويشري ألف يختٍ في بحار الله..
    يشري ألف إمرأةٍ بإذن الله..
    لا يشتري سيفاً لتحرير الجنوب..
    7
    عيناك.. آخر ما تبقى من شتول النخل
    في وطني الحزين.
    وهواك أجمل ثورةٍ بيضاء..
    تعلن من ملايين السنين
    كوني معي امرأةً..
    كوني معي شعراً
    يسافر دائماً عكس الرياح..
    كوني معي جنيةً
    لا يبلغ العشاق ذروة عشقهم
    إلا إذا التحقوا بصف الغاضبين..
    أحبيبتي:
    إني لأعلن أن ما في الأرض من عنبٍ وتين
    حقٌ لكل المعدمين
    وبأن كل الشعر .. كل النثر..
    كل الكحل في العينين..
    كل اللؤلؤ المخبوء في النهدين..
    حقٌ لكل الحالمين..
    كوني معي..
    ولسوف أعلن أن شمس الله،
    ولسوف أعلن دونما حرجٍ
    بأن الشعر أقوى من جميع الحاكمين...
    حقٌ لكل المعدمين
    وبأن كل الشعر .. كل النثر..
    كل الكحل في العينين..
    كل اللؤلؤ المخبوء في النهدين..
    كل العشب، كل الياسمين
    حقٌ لكل الحالمين..
    كوني معي..
    ولسوف أعلن أن شمس الله،
    ولسوف أعلن دونما حرجٍ
    بأن الشعر أقوى من جميع الحاكمين...
    حقٌ لكل المعدمين
    وبأن كل الشعر .. كل النثر..
    كل الكحل في العينين..
    كل اللؤلؤ المخبوء في النهدين..
    كل العشب، كل الياسمين
    حقٌ لكل الحالمين..
    كوني معي..
    ولسوف أعلن أن شمس الله،
    تشبه في استدارتها رغيف الجائعين
    ولسوف أعلن دونما حرجٍ
    بأن الشعر أقوى من جميع الحاكمين
    شكرا لك حسنة على إجابة الدعوة للمشاركة وهذا محل تقديرنا وسعدنا بمشاركتك بارك الله فيك
    سلام للقلوب الصادقة

  6. #6
    كاتب وأديب بالسبلة العمانية

    تاريخ التسجيل
    Jan 2015
    الدولة
    سلطنة عمان
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    21,460
    Mentioned
    38 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    قبل أشهر على رحيل الشاعر نزار قباني في العام 1998 دأب على كتابة القصائد خلال عزلته المرضية في منزله اللندني. وكان عزف عن النشر مؤثراً الاحتفاظ بما كان يكتب، حيناً تلو آخر. حتى في المستشفى الذي قضى فيه أياماً ولياليَ لم يكن ينثني عن كتابة الأبيات والمقاطع الشعرية وأحياناً على أوراق صغيرة ومنها أوراق "الروشتات" او الوصفات الطبية الخاصة بالصيدلية.

    غاب نزار قباني وظلّت قصائده تلك مجهولة وغير منشورة، تنتظر ان تخرج الى الضوء من عتمة الأدراج. وها هي عائلته ترتأي أخيراً نشرها في الذكرى العاشرة لرحيله، في ديوان يصدر خلال عشرة أيام عن دار نوفل (بيروت) عنوانه «أبجدية الياسمين». هنا قصائد مختارة من الديوان، اضافة الى المقدمة التي وضعها أبناء الشاعر، تنشرها "الغد" نقلا عن "الحياة" اللندنية.

    أبجدية الياسمين

    ولد في 21 آذار (مارس) 1923 ورحل في 30 نيسان (ابريل) 1998.

    ولد في الربيع ورحل في الربيع.

    الربيع كان قدره كما كان الشعر.

    ... الأرض وأمي حملتا في وقت واحد ووضعتا في وقت واحد...

    (من مقدمة قصتي مع الشعر)

    في كل فصل ربيع كان يتأمل الأشجار المزهرة بإعجاب شديد وكأنه يراها كل مرة للمرة الأولى. فيهزّ برأسه قائلاً: «سبحان الله، كل شجرة لبست فستانها المفضل، واحـــدة بالأبيض والثانية بالزهر وأخرى بالأصفر وكل منها وكأنها تتزين لعرسها، أو تتنافس بينها كالبنات الفرحات بملابسهن الجديدة في العيد.

    في الثلاثين من نيسان لهذا العام 2008 مرت عــشرة أعوام على رحيله. واحد من أكبر الشعراء العرب المعاصرين وواحد من أعظم الآباء، فتحية له ولعشاقه قررنا جمع القصائد الأخـــيرة التي كتبــها بين عامي 1997 و1998 والتي لم تصدر في كتاب من قبل وننشرها كما كتبها بخط يده الجميل لنشارك محبيه كيفية كتابته للشعر ومزاجه والإلهام كيف يأتيه لعله الآن في أجمل مكان يبتسم لنا.

    عندما مرض وفي السنة الأخيرة قبل وفاته كنا نتفائل عندما يشعر بالرغبة في الكتابة لأنها بالنسبة الينا كانت رغبة منه في الحياة، وكنا نحرص على وضع أوراقه وأقلامه بالقرب من سريره لعله يكتب لأن الشعر كان لديه هو الحياة.

    ولكن مع الأيام كثرت الأدوية وخفتت قدرته على الكتابة، فأزحنا الأوراق بعيداً وتركنا قلماً، وفي ليلة استفاق ليكتب فوجد القلم وليس الورق، ولكن لحسن الحظ وجد كيس أدويته وهو مصنوع من الورق، فأفرغ الكيس وكتب عليه فكانت هذه الصفحة الفريدة التي نشارككم إياها كما كتبها على كيس الصيدلية.

    نحن لا نودعه في هذا الكتاب، بل نسلم عليه سلام الشوق والربيع ونقول له، «اشتقنا اليك يا نزار جميعاً...

    والشعر اليوم من بعدك أصبح مثلنا يتيماً...

    اشتقنا اليك أباً وشاعراً وانسان...

    نحن لا نودعك في هذا الكتاب

    فها هو ربيعٌ آخر يأتي ونيسان...

    بل نسلم عليك سلام الشوق والربيع

    ونقول لك

    أزهرت الأشجار من جديد يا نزار

    لعل الأشجار مزهرة دائماً حولك...»

    أولادك

    هدباء وزينب وعمر (نيسان - ابريل ‏2008)‏‏

    تَعِبَ الكلامُ من الكلامِ...

    - 1 -

    لم يبقَ عندي ما أقولُ.

    لم يبقَ عندي ما أقولُ.

    تعبَ الكلاَمُ من الكَلامِ...

    وماتَ في أحداق أعيُننَا النخيلُ...

    شَفَتايَ من خَشَبٍ...

    ووجهُكِ مُرْهَقٌ

    والنَهْدُ... ما عَادَت تُدَقُّ لهُ الطُبولُ!!

    - 2 -

    لم يبقَ عندي ما أقولُ.

    الثلجُ يسقطُ في حديقتنا

    ويسقطُ من مشاعِرنا...

    ويسقُط من أصابعنا...

    ويسقطُ في الكُؤوسِ

    وفي النبيذِ...

    وفي السريرِ

    فأينَ هوَ البديلُ؟!

    - 3 -

    لم يبقَ عندي ما أقولُ.

    يَبسَت شرايينُ القصيدة...

    وانتهى عصرُ الرتابةِ... والصبابةِ...

    وانتهى العُمرُ الجميلُ!...

    - 4 -

    الشِعرُ غادرني

    فلا بحرٌ بسيطٌ... أو خفيفٌ... أو طويلُ...

    والحب غادرني

    فلا قمرٌ...

    ولا وترٌ...

    ولا ظِلُّ ظليلُ...

    - 5 -

    لم يبقَ عندي ما أقولُ.

    لم يبقَ في الميدان فُرسانٌ...

    ولا بقيتْ خُيُولُ...

    فالجِنسُ صعبٌ...

    والوصُولُ الى كُنوزِكِ مُستحيلُ!!...

    والنهدُ يقتُلُني...

    ويزعمُ أنه الطرفُ القتيلُ!!

    والموجُ يرفعني... ويرميني... كثورٍ هائجٍ...

    فلأيِّ ناحيةٍ أميلُ؟؟

    ماذا سيبقى من حصانِ الحُبِّ...

    لو ماتَ الصهيلُ؟؟

    - 6 -

    لم يبقَ شيءٌ في يدي...

    هربت عصافيرُ الطفولةِ من يدي...

    هربت حبيباتي...

    وذاكرتي...

    وأَقلامي...

    وأُوراقي...

    وأقفرتِ الشواطئ... والحقولُ...

    سلام للقلوب الصادقة

  7. #7
    كاتب وأديب بالسبلة العمانية

    تاريخ التسجيل
    Jan 2015
    الدولة
    سلطنة عمان
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    21,460
    Mentioned
    38 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    تابع ...

    - 7 -

    لم يبقَ عندي ما أقولُ

    طارَ الحمامُ من النوافذِ هارباً...

    والريش سافرَ... والهديلُ...

    ضاعت رسائلنا القديمةُ كلها...

    وتناثرت أوراقُها.

    وتناثرت أشواقُها.

    وتناثرت كلماتها الخضراءُ في كلّ الزوايا...

    فبكى الغمامُ على رسائلنا...

    كما بكتِ السنابلُ...

    والجداولُ...

    والسُهُولُ...

    - 8 -

    عيناكِ تاريخانِ من كحلٍ حجازيٍ...

    ومن حُزنٍ رماديٍ...

    ومن قلقٍ نسائيٍ...

    فكيف يكونُ، سيّدتي الرحيلُ...

    إنّي أفرُّ الى أمامي دائماً...

    فهل ابتعادي عنكٍ، سيدتي وصُولُ؟...

    ماذا سأفعلُ كيف أفكّ سلاسِلي؟

    لا الشِعرُ يجديني... ولا تُجدي الكحولُ!!...

    - 9 -

    لم يبقَ شيءٌ في يدي.

    كلُّ البُطولاتِ انتهت...

    والعنترياتُ انتهت...

    ومعاركُ الإعرابِ... والصرفِ... انتهت...

    لا ياسمينُ الشام يعرفُني

    ولا الأنهارُ. والصفصافُ... والأهدابُ... والخدُّ الأسيلُ...

    وأنا أحدِّقُ في الفراغِ...

    وفي يدَيكِ...

    وفي أحاسيسي...

    فيغمرُني الذُهولُ...

    - 10 -

    أرجوُ السماحَ...

    إذا جلستُ على الأريكة مُحبطاً.

    ومُشتتاً...

    ومُبعثراً...

    أرجُو سماحكِ...

    إن نسيتُ بلاغتي...

    لم يبقَ من لُغَةِ الهوى إلا القليلُ!!

    (لندن 15 آذار (مارس) 1997)


    التعديل الأخير تم بواسطة صدى صوت ; 10-04-2018 الساعة 06:51 AM
    سلام للقلوب الصادقة

  8. #8
    عضوية مـحـظـورة
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    الدولة
    في عيون البشر
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    9,599
    Mentioned
    79 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    فقط اكتفي بالمشاهده والقراءة

    فمثلك يا نزار لا يسأل


    دمتم بود
    من اجمل ما رايت

  9. #9
    متذوقة الشعر والشيلات والقصائد الصوتية بالسبلة العمانية الصورة الرمزية أميرة الروح
    تاريخ التسجيل
    May 2016
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    89,166
    Mentioned
    514 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    رائع جدا

    بارك الله فيك
    ربي ان كان هناك حاسد يكره ان يراني سعيدة ف ارزقہ سعادة تنسيہ امري
    ومن كَانَ سَبب لِسعَادتِي ولَو لِلحّظَه اللهُم اسِعدَه طُولَ العُمر ...








  10. #10
    متذوقة الشعر والشيلات والقصائد الصوتية بالسبلة العمانية الصورة الرمزية أميرة الروح
    تاريخ التسجيل
    May 2016
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    89,166
    Mentioned
    514 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    أنا والنساء
    1
    أريد الذهاب ..
    إلى زمنٍ سابقٍ لمجيء النساء..
    إلى زمنٍ سابقٍ لقدوم البكاء
    فلا فيه ألمح وجه امرأه..
    ولا فيه أسمع صوت امرأه..
    ولا فيه أشنق نفسي بثدي امرأه..
    ولا فيه ألعق كالهر ركبة أي امرأه...
    2
    أريد الخروج من البئر حياً..
    لكي لا أموت بضربة نهدٍ..
    وأهرس تحت الكعوب الرفيعة..
    تحت العيون الكبيرة،
    تحت الشفاه الغليظة،
    تحت رنين الحلى، وجلود الفراء
    أريد الخروج من الثقب
    كي أتنفس بعض الهواء..
    3
    أريد الخروج من القن..
    حيث يفرقن بين الصباح وبين المساء
    أريد الخروج من القن..
    إن الدجاجات مزقن ثوبي..
    وحللن لحمي..
    وسمينني شاعر الشعراء....
    4
    كرهت الإقامة في جوف هذي الزجاجه..
    كرهت الإقامه..
    أيمكن أن أتولى
    حراسة نهدين..
    حتى تقوم القيامه؟؟
    أيمكن أن يصبح الجنس سجناً
    أعيش به ألف عامٍ وعام
    أريد الذهاب..
    إلى حيث يمكنني أن أنام...
    فإني مللت النبيذ القديم..
    الفراش القديم..
    البيانو القديم..
    الحوار القديم..
    وأشعار رامبو..
    ولوحات دالي..
    وأعين (إلزا)
    وعقدة كافكا..
    وما قال مجنون ليلى
    لشرح الغرام...
    متى كان هذا المخبل مجنون ليلى..
    خبيراً بفن الغرام؟
    أريد الذهاب إلى زمن البحر..
    كي أتخلص من كل هذي الكوابيس،
    من كل هذا الفصام
    فهل ممكنٌ؟
    - بعد خمسين عاماً من الحب-
    أن أستعيد السلام؟؟
    5
    أريد الذهاب.. لما قبل عصر الضفائر
    وما قبل عصر عيون المها..
    وما قبل عصر رنين الأساور
    وما قبل هندٍ..
    ودعدٍ..
    ولبنى..
    وما قبل هز القدود،
    وشد النهود..
    وربط الزنانير حول الخواصر..
    أريد الرحيل بأي قطارٍ مسافر
    فإن حروب النساء
    بدائيةٌ كحروب العشائر
    فقبل المعارك بالسيف،
    كانت هناك الأظافر!!.
    *
    6
    كرهت كتابة شعري على جسد الغانيات
    كرهت التسلق كل صباحٍ، وكل مساءٍ
    إلى قمة الحلمات..
    أريد انتشال القصيدة من تحت أحذية العابرات
    أريد الدخول إلى لغةٍ لا تجيد اللغات
    أريد عناقاً بلا مفردات
    وجنساً بلا مفردات
    وموتاً بلا مفردات
    أريد استعادة وجهي البريء كوجه الصلاة
    أريد الرجوع إلى صدر أمي
    أريد الحياة...
    ربي ان كان هناك حاسد يكره ان يراني سعيدة ف ارزقہ سعادة تنسيہ امري
    ومن كَانَ سَبب لِسعَادتِي ولَو لِلحّظَه اللهُم اسِعدَه طُولَ العُمر ...








صفحة 1 من 5 123 ... الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة للسبلة العمانية 2020
  • أستضافة وتصميم الشروق للأستضافة ش.م.م