" وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ "



قال تعالى :

((يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5))




هذه الآية من أوائل ما نزل على الرسول

وفي الترتيب الزمني بعد سورة العلق،،،،

يا أيها المتغطي بثيابه، قم مِن مضجعك، فحذِّر الناس من عذاب الله،

وخُصَّ ربك وحده بالتعظيم والتوحيد والعبادة،

وَطَهِّر ثيابك من النجاسات؛


فإن طهارة الظاهر من تمام طهارة الباطن،

ودُمْ على هَجْر الأصنام والأوثان وأعمال الشرك كلها، فلا تقربها،

ولا تُعط العطيَّة؛ كي تلتمس أكثر منها، ولمرضاة ربك فاصبر على الأوامر والنواهي.


قوله تعالى : وثيابك فطهر

فيه ثمانية أقوال :
أحدهما : أن المراد بالثياب العمل .
الثاني : القلب .
الثالث : النفس .
الرابع : الجسم .
الخامس : الأهل .
السادس : الخلق .
السابع : الدين .
الثامن : الثياب الملبوسات على الظاهر .


يدخل في ذلك تطهير الثياب من النجاسة،

فإن ذلك من تمام التطهير للأعمال خصوصا في الصلاة،

التي قال كثير من العلماء: إن إزالة النجاسة عنها شرط من شروط الصلاة.

ويحتمل أن المراد بثيابه، الثياب المعروفة،

وأنه مأمور بتطهيرها عن جميع النجاسات،

في جميع الأوقات، خصوصا في الدخول في الصلوات،

وإذا كان مأمورا بتطهير الظاهر، فإن طهارة الظاهر من تمام طهارة الباطن.

وقيل : هو أمر بتطهير النفس مما يستقذر من الأفعال ، ويستهجن من العادات .

يقال : فلان طاهر الثياب ، وطاهر الجيب والذيل والأردان ،

إذا وصفوه بالنقاء من المعايب ، ومدانس الأخلاق .

ويقال : فلان دنس الثياب : للغادر - والفاجر - ،

وذلك لأن الثوب يلابس الإِنسان ، ويشتمل عليه .
.
وسواء أكانت المراد بالثياب هنا معناها الحقيقى ،

أو معناها المجازى المكنى به عن النفس والذات ،

فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان مواظبا على الطهارة الحسية والمعنوية

فى كل شئونه وأحواله ،

فهو بالنسبة لثيابه كان يطهرها من كل دنس وقذر ،

وبالنسبة لذاته ونفسه ، كان أبعد الناس عن كل سوء ومنكر من القول أو الفعل .



إلا أننا نميل إلى حمل اللفظ على حقيقته ،

لأنه لا يوجد ما يوجب حمله على غير ذلك .



****************



هل نحن ممن يطهرون ثيابهم من النجاسات ؟

ومــا هــي كيفــيــة طـــهــارة الـــثـــياب ؟