المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف بداء القانون؟؟؟؟؟؟؟



محامي السبلة
22-08-2016, 01:07 PM
السلام عليكم


كيفية تبلور القانون
ان الدنيا دار خراب وقلب من يعمّرها أكثر خراباً، والحكماء سمّوا هذا العالم: بعالم الكون والفساد، إذ يتكوّن فيه كل شيء ثمّ يفسد.
منتهى الأمر أن التكوّن قد يكون سريعاً والفساد سريعاً أيضاً، وقد يكونان بطيئين، فالخضروات ـ مثلاً ـ تتكوّن سريعاً في أشهر وتفسد في ايام، بينما الشمس تكونت في (ستة ايام) كل يوم ما شاء اللّه، وتفسد في ست مليارات من السنوات ـ على ما حدّده العلم من عمر الشمس ـ حيث انهم قالوا: قد شاخت الشمس ولم يبق من عمرها إلا السدس، واللّه اعلم.
وفي المثل المشهور: «سريع النمو سريع الزوال».
هذا ما نجده فيما وصل إليه علمنا، ولعل هناك للّه سبحانه وتعالى مخلوقات سريعة النمو بطيئة الزوال، أو بطيئة النمو سريعة الزوال.
وعلى ايّ حال: فالقانون أيضاً قد تكوّن ونمى تدريجياً، اما قوانين الإسلام فانها في ابتداء البعثة تدرجت حتى بعد ثلاثة وعشرين سنة على يدي الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، كما في القرآن الحكيم: (اليوم اكملت لكم دينكم..)(3 (http://www.alshirazi.com/compilations/hk/qanon/part1/1-1.htm#3)) وثم تدرجت إلى هذا الكمال المشاهد الآن.
لكن فرق بين التدرّج الأول الذي تم خلال ثلاثة وعشرين سنة، والتدرج الأخير الذي لا يزال مستمراً.
فالتدرج الأول: كان في فروع الشريعة.
والتدرج الثاني: كان في توسع الفروع وتعمق الإستنباط.
وأما القوانين الوضعية: فهي الاخرى أيضاً التي كان لها كلا الأمرين، لكن مع نوع من البطوء في كل واحد منهما اكثر من بطوء تدرج الشريعة.
وعلى هذا فللقانون ما يلي:ـ
1 ـ له تطور تاريخي.
2 ـ له غاية اجتماعية وفردية.
3 ـ له موازين في السعة والضيق يحدّدهما خصوصيات السبب، وقدر الغاية.
مثلاً: حدّ الزنا قانون يوجبه الزنا سبباً، ويحدّد بمائة جلدة غاية، ويراد به علاج الفرد ونزاهة المجتمع من الجريمة.
وقد قال الإمام الصادق عليه السلام: « ان اللّه قد جعل لكلّ شيء حدّاً وجعل لمن تعدّى ذلك الحد حداً »(4 (http://www.alshirazi.com/compilations/hk/qanon/part1/1-1.htm#4)) فان اُريد من الحد في الجملة الاُولى: « جعل لكل شيء حداً » كل شيء على نحو الإستغراق ـ كما في امثلتهم (عليهم السلام) بحدّ الشرب من ماء الكوز وحدّ الخوان، اُريد بالحد في الجملة الثانية الأعم من حد العقاب القضائي أو الاُخروي أو الإجتماعي بالتقبيح أو المضرة ولو الخفيفة أو نزول الدرجة.
فمن زنى ـ مثلاً ـ عوقب قضاءاً، ودخل النار ان لم يتب في الآخرة، ونفر منه الإجتماع، بينما من شرب الماء قائماً في الليل حيث يكره ذلك ليلاً اضرّ جسده، كما ان ارتكاب بعض المكروهات يوجب نزول درجة الإنسان عند اللّه سبحانه، حيث ان المكروه لم يوضع الا لأحد هذين الأمرين من المضرة الدنيوية أو الاُخروية ـ لكن لا بحدّ العقاب ـ.
وهناك نوع ثالث من المكروهات، مما يكون احتياطاً في الامر، مثل: « لعن اللّه من نام وحده »(5 (http://www.alshirazi.com/compilations/hk/qanon/part1/1-1.htm#5)) أو « نام على سطح غير محجّر »(6 (http://www.alshirazi.com/compilations/hk/qanon/part1/1-1.htm#6)) او « ركب الفلات وحده »(7 (http://www.alshirazi.com/compilations/hk/qanon/part1/1-1.htm#7)) أو « أكل زاده وحده »(8 (http://www.alshirazi.com/compilations/hk/qanon/part1/1-1.htm#8)) فالنوم المنفرد أحياناً يوجب وقوع الكابوس على النائم أو ما اشبه ذلك، والنوم على سطح غير محجّر يوجب احياناً سقوطه من السطح وهو غافل، والراكب وحده في الصحراء قد يسلبه لص، أو يفترسه سبع، أو ما اشبه، والآكل زاده وحده دليل خسة النفس وشحّ الطبيعة.
والكل لهم بُعد في الجملة عن اللّه سبحانه أو عن الخير.
لكن ذلك كله من باب الإحتياط، وإلاّ فليس كل من فعل كذا اصابه ذلك، بل من باب العلم الإجمالي والمعرضيّة، فهو في المحرم حرام عقلي بل وشرعي، قال سبحانه: (اجتنبوا كثيراً من الظن ان بعض الظن اثم)(9 (http://www.alshirazi.com/compilations/hk/qanon/part1/1-1.htm#9)) وفي المكروه مكروه عقلي أو شرعي، فالعقل يرى الإجتناب لإحتمال المضرة الخفيفة، والشرع يراه كذلك أيضاً على ما عرفت في الرواية السابقة.
ولنرجع للإلماع إلى حديث: الدنيا دار خراب فان من ميزات الدنيا ـ كما هو واضح ـ ان يخرب كل شيء فيها حتى الجبال (ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربّي نسفاً)(10 (http://www.alshirazi.com/compilations/hk/qanon/part1/1-1.htm#10)).
اما ان القلب اخرب، فلأنه ـ مثلاً ـ يصرف الف دينار لأجل دينار، بينما كان اللازم ان يصرف الف دينار لأجل مليار من الدنانير، فانه « ليس لأنفسكم ثمن إلاّ الجنّة »(11 (http://www.alshirazi.com/compilations/hk/qanon/part1/1-1.htm#11)).


دمتم بود

بدر الدجى
31-08-2016, 03:45 PM
يعطيك العافية استاذي