المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نعمة الأمن والإيمان



عطر الاحساس
27-09-2014, 09:53 PM
نعمة الأمن والإيمان
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ...



فقد ثبت في سنن الترمذي عن عبيد الله بن محصن رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من أصبح منكم آمنا في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا "


حديث عظيم ، يخاطب فيه النبي صلى الله عليه وسلم أمته ، ويخبرهم بأن الإنسان يملك الدنيا بما فيها ، إذا تحققت له ثلاثة أمور : الأمن في وطنه ، والمعافاة في جسده ، وتأمين لقمة العيش ، فمن تحققت له هذه الأمور الثلاثة فكأنما ملك الدنيا كلها .


من أعظم النعم التي ينعم بها علينا ربنا سبحانه نعمة الأمن والأمان في الوطن ، نعمة يغفل عنها وعن شكرها كثير من الناس ، نعمة افتقدتها كثير من الأوطان .


انظروا أيها الأخوة في نعمة الأمن الي نعيشها ولله الحمد والمنة ، أي نعمة نعيشها ، نعمة الأمن في الأوطان ، والصحة في الأبدان .


تأملوا أيها الأخوة إلى و الشعوب العربية ، منهم من ابتلاه الله بالحروب ، فدكدكت منازلهم

بالمدافع والقنابل والصواريخ ، وقتل أطفالهم ، وشرد عيالهم ، يصبح المرء منهم على أزيز الطائرات

وصوت المدفعيات ، لا يدري هل يمسي في يومه هذا حيا أو لا ؟ يخرج الواحد منهم في الصباح الباكر ي

لتمس الرزق تاركا أولاده في المنزل ، وعندما يعود يجد المنزل قد تحول إلى كوم من التراب على

رؤوس الصغار .

http://vb.ta7a.com/images/smilies/ta7a_572.gifhttp://vb.ta7a.com/images/smilies/ta7a_572.gifhttp://vb.ta7a.com/images/smilies/ta7a_572.gif


ما أعظمها من نعمة ، إنها نعمة الأمن .. وما أدراكم ما نعمة الأمن التي كانت أولَ دعوةٍ لأبينا

الخليلإبراهيم عليه الصلاة والسلام ، حينما قال : ( رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً وارزق أهله من الثمرات) [

البقرة : 126 ].. فقدّم إبراهيم نعمة الأمن ، على نعمة الطعام والغذاء ، لعظمها وخطر زوالها .

إن أشهى المأكولات ، وأطيبَ الثمرات ، لا تُستساغ مع ذهابِ الأمن ونزولِ الخوف والهلع ، ذلكم أنه لا

غناء لمخلوق عن الأمن ، مهما عز في الأرض ، أو كسب مالاً أو شرفاً أو رفعة.

إن الديار التي يفقد فيها الأمن صحراءٌ قاحلة ، وإن كانت ذاتِ جناتٍ وارفةِ الظلال.. وإن البلاد التي تنعم ب

الأمن تهدأ فيها النفوس ، وتطمئن فيها القلوب وإن كانت قاحلةً جرداء.


http://vb.ta7a.com/images/smilies/ta7a_572.gifhttp://vb.ta7a.com/images/smilies/ta7a_572.gifhttp://vb.ta7a.com/images/smilies/ta7a_572.gif

في رحاب الأمن ، يأمنُ الناس على أموالهم ومحارمهم وأعراضهم .. وفي ظلال الأمن ، يعبدون ربهم

ويقيمون شريعته ويدعون إلى سبيله .. في رحابِ الأمن وظلِه تعم الطمأنينةُ النفوس ، ويسودها الهدوء

، وترفرف عليها السعادة ، وتؤدي الواجبات باطمئنان ، من غير خوفِ هضمٍ ولا حرمان .

إن أمراً هذا شأنه ، ونعمةً هذا أثرها ، لجديرةٌ بأن نبذِل في سبيلها كلَّ رخيص ونفيس ، وأن تُستثمَرَ

الطاقات وتُسخَرَ الجهودُ والإمكانات ، في سبيل الحفاظ عليها وتعزيزها .


أيها الأخوة .. الأمن والإيمان قرينان ، فلا يتحقق الأمن إلا بالإيمان .. قال تعالى : ( الذين آمنوا ولم

يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون )[ الأنعام : 82 ].


إذا الإيمان ضاع فلا أمــــان ولا دنيا لمـــن لم يحي دينا

ومن رضي الحياة بغير دين فقد جــعل الفناء لها قرينـا

وإذا تخلى أبناء المجتمع عن دينهم وكفروا نعمة ربهم أحاطت بهم المخاوف ،وانتشرت بينهم الجرائم ،

وانهدم جدار الأمن ، وادلهم ظلام الخوف والقلق ، وهذه هي سنة الله التي لا تتخلف في خلقه قال

تعالى : ( وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها

الله لباس الخوف والجوع بما كانوا يصنعون ) [ النحل : 112 ] .


أيها الأخوة .. لا بد أن ندرك أن نعمة الأمن لا توجد إلا بوجود مقوماتها ، ولا تدوم إلا بدوام أسبابها ،

والتي من أعظمها :


أولا : توحيد الله والإيمان به ، والتخلص من خوارم العقيدة ، ومجانبة البدع والخرافات . إن الأمن

الذي نعيشه و نتفيؤ ظلاله ، إنما هو منحة ربانية ، ومنة إلهية ، مربوطة بأسبابها ومقوماتها ، والتي

من أعظمها ، إقامة شرع الله ، وتنفيذ حدوده ، وتحقيق عقيدة التوحيد ومناصرتها والدعوة إليها. قال

تعالى : ( فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ) [ قريش : 3-4 ] .


ثانيا : مما يحقق الأمن في البلاد : تربية الأمة على طاعة الله تعالى ، والاستقامة على شرعه ، والبعد

عن معصيته .. إن النفوس المطيعة لا تحتاج إلى رقابة القانون وسلطة الدولة لكي تردعها عن الجرائم

، لأن رقابة الله والوازع الإيماني في قلب المؤمن يقظ لا يغادره في جميع الأحوال .

http://vb.ta7a.com/images/smilies/ta7a_572.gifhttp://vb.ta7a.com/images/smilies/ta7a_572.gifhttp://vb.ta7a.com/images/smilies/ta7a_572.gifhttp://vb.ta7a.com/images/smilies/ta7a_572.gif


ثالثا : مما يحقق الأمن في البلاد : التمسُّك بالكتابِ والسنة ، والعنايةُ بالعلم الشرعي فالعلم عصمةٌ من

الفتن ، وللتعليم الشرعيِّ أساسٌ في رسوخ الأمن والاطمئنان ، قال ابن القيّم رحمه الله في إعلام

الموقعين : ( وإذا ظهر العلمُ في بلدٍ أو محلّة قلّ الشر في أهلها ، وإذا خفي العلمُ هناك ظهَر الشرّ

والفساد ).


رابعا : مما يحقق الأمن في البلاد : القيام بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على المستوى

الفردي والشعبي والرسمي ، بالحكمة والموعظة الحسنة ، فهو صمام أمان ، يمنع الشرور والآفات

عن المجتمعات ، وبه يحصل العز والتمكين في الأرض ، قال سبحانه : ( وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ

اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ . الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ

الْمُنكَرِ ) [ الحج : 40-41 ] .


خامسا : مما يحقق الأمن في البلاد : العدل في كل جوانب الحياة ، فالراعي مع رعيته ، والأب مع أهله

وزوجاته وأولاده، والمعلم مع طلابه ، والرئيس مع مرؤوسيه ، وصاحب العمل مع عماله ، في

الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " كلكم

راع ومسؤول عن رعيته ، الإمام راع ومسؤول عن رعيته ، والرجل راع في أهله ومسؤول عن

رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ، والخادم راع في مال سيده ومسؤول

عن رعيته ، وكلكم راع ومسؤول عن رعيته " ، ومتى تحقق العدل دام الأمن بإذن الله .


سادسا : مما يحقق الأمن في البلاد : تهيئة المحا ضن التربوية للشباب والناشئة ، ودعم كل

المؤسسات العاملة في تربية الناشئة ، من حلق تعليم القرآن والنوادي والمراكز الصيفية الدعوية على

أن يقوم عليها من يتبع المنهج السليم ، وفق الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة.


سابعا : مما يحقق الأمن في البلاد : معالجة أسباب انحراف الأبناء ، بسبب ما تعيشه بعض البيوت من

فقر ، أو نزاعات وشقاق ، وما ينتج عنها من حالات طلاق وتشرد وشقاق .


ثامنا : مما يحقق الأمن في البلاد : أن يقوم العلماء والدعاة والمربون بدورهم في احتواء الشباب ،

ومعالجة الأحداث ، وتقريب وجهات النظر ، وتهدئة الانفعالات ، وفتح قنوات الحوار الهادف الهادئ مع

الشباب ، لترشيد حماسهم وتوجيه انفعالهم وتسخير طاقاتهم في خدمة الأمة لا في هدمها .


أيها الأخوة .. لوحة الأمن الجميلة التي نعيشها ، نرسمها نحن بإذن الله بأيدينا ، ونسهم بصنعها

بأنفسنا - بعد توفيق ربنا سبحانه - حينما نستقيم على ديننا ، ونؤدي صلاتنا ، ونبر والدينا ، ونصل

رحمنا ، ونوقر كبيرنا ، ونرحم ضعيفنا ونعرف لعالمنا حقه.


لوحة الأمن ، نسهم بصنعها حينما نتعامل مع الواقع بميزان الشرع والعقل ، بعيداً عن الأهواء


والعواطف والرغبات الشخصية .


لوحة الأمن ، نسهم بصنعها حينما نحفظ حدود الله ، ونتقي محارم الله ، ونشكر نعم الله ، قال سبحانه : (

وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ، ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ) [ إبراهيم :7].


نعم أيها الأخوة ... الأمن التامّ هو في توحيد الله تعالى ، وطاعته ، ولزوم شكره وذكره وحسن عبادته ،

قال سبحانه : ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد:28].


إن المعاصي والأمنُ لا يجتمِعان ، فالذنوب مُزيلةٌ للنِّعم ، وبها تحُلّ النقم ، قال سبحانه : ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ

لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ) [الأنفال:53]، وما نزل بلاءٌ إلاَّ بذنب، ولا

رُفِع إلا بتوبة. والطاعةُ هي حِصن الله الأعظمُ الذي من دخله كان من الآمنين .

اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا , وول علينا خيارنا واكفنا شرارنا واجعل ولايتنا فيمن

خافك واتقاك يارب العالمين



واللهم أحفظ ولاة أمورنا وأعزهم بالدين ووفقهم لكل خير

Emtithal
27-09-2014, 10:29 PM
كل الشكر لك
رزقك الله الجنةة بغير حساب

رندويلا
29-09-2014, 07:41 PM
كل الشكر لك ع الطرح

يعطيك العافيةة ،،،،

نـــــــقــــــــاء
01-10-2014, 08:51 AM
الله يعطيك العافية ع الطرح

أمآني!
01-10-2014, 03:48 PM
يعطيكك آإلعآفيةة ع آإلطرح!

صخب أنثى
17-10-2014, 08:45 PM
❤️

بـآرك الله فيك ع آلطرح



❤️