المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ليتني قلت البسملة



زهوور الربيع
22-09-2014, 01:24 PM
"بعض من القصص الواقعية يجدها السامع أو القارئ وحيا من الخيال ،وقد يُعد خيال مفرط في بعضها حينما تتعدى الادراك التام في تفاصيلها ،فكيف إن كانت القصة من( الحوائر العمانية )؟!"
إليكم التفاصيل :
تعيش (أم مهند) في بيت كبير من طابقين هي وزوجها وابنائها الثلاثة
اعتادت على السهر أغلب الأيام ،وتبقى مرغمة على السهر حينما يكون وقت دوام زوجها الشرطي ليلا فقد اعتادت على تحضير شيئا من الطعام ليحمله ويتقاسمه مع اصحابه .
في مرة من المرات وما يقارب الساعه الواحدة صباحا إتصل بها ليخبرها إنه جائع ونفسه بطبق أرز مع الدجاج المحمر .
انطلقت (أم مهند) على فورها لتجهز الطبق قبل قدومه لتتناوله معه وحين أوشكت على الانتهاء ،تناولت الوعاء الكبير المكون من ماء حار وخليط من زيت قلي تم تغيره ودون أن تُبسمِل ،فرّغت محتوى الوعاء من النافذة الى مزرعة بجوار حائط منزلهم ، ماأن افرّغت المحتوى حتى أحست بصعقه على وجهها وبحرارة تتغلغل إلى جسدها
وتحولت الدنيا بنظرها عتمة حالكة ،في تلك اللحظات اتى زوجه اوكان ينادي عليها ولا تجيب ،انطلق الى المطبخ من جوعه المفرط ليستعجلها بتقديم المائدة ،إلا أنه كان ينادي عليها ولا تجيب ولا حتى تلتفت ناحيته وهي مسمرة بجانب الفرن دون حِراك .
ما أن اقترب ليضع يديه عليها ،هوت الى الارض مغشيا عليها،حاول إفاقتها دون فائدة ،حملها سريعا الى أقرب مستشفى .
حاول الفريق الطبي إفاقتها إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل ،تماجراء جميع الفحوصات الطبية ولم يجدوا أيّ نتيجة سلبية .بعدها قرر الفريق الطبي تحويلها إلى احد المستشفيات التخصصية بالعاصمة لاجراء الازم .
بقت (أم مهند) في غرفة العناية المركزّة دون وعي لمدة تقارب الشهرين يغّذي اوردتها المحلول بواسطة إنبوب ،كانت تسمع بكاءأهلها حولها وكأنها تودعهم الوداع الاخير ،إلا أنها لم تستطع أن تفتح عيناها أو أنترد على أصواتهم ،عدة مرات زوجها يتوسل إليها أن لا تتركه وتترك أطفالها وتتحسس قطرات دموعه على يديها ولا تستطع أن ترغم لسانها وترفعه ليخفف عنه أو حتى أنتشاركه البكاء ، بكاء اخواتها وهن يذرفن بغصص دموعهن ويطلبن منها أن ترد عليهن بأي شيء.
لمدة قاربت الشهرين استنفذ أهلها وذويها كل الطرق الممكنةلاستعادة وعي فلذة كبدهم الى أن استعانوا (بمعلاج عن طريق القرآن والرقيةالشرعية)وطلبوا موافقة الادارة الطبية في السماح له بالدخول واداء اللازم ،تمت الموافقة بقى (الشيخ ) يتردد بشكل يومي في العناية المركزة ويقرأ الايات عليها ،أول بوادر نجاح العلاج مبدئيا كان يرون دموع (أم مهند) تنزل دون أن تستطيع فتحها ،تابع المعالج مهمته الى أن فتحت عيناها وحركت يداها ،إلا أنها لم تستطع تحريك لسانها فقد كان ملتوي ومتشلل ،كما إنها لم تستطع استخدام قدميها كالسابق .
تم خروج (أم مهند) من المستشفى وعادت إلى منزلها دون أي جديدأو تطور بحالتها ، تقضي يومها ملازمة الفراش وتتغذى على كل ما هو سائل فقط .
إلى أن كانت اختها تسرد همها لاحد الصديقات وأخبرتها بأن هناك معالجة ذاع صيتها بالبلاد وهي امرأة كبيرة بالسن ،إلا أنه من كثرت ازعاج الناس لها انتقلت تعيشبمكان آخرى مع إبنتها وكل من يسأل عنها لا يدلي بخبر يقين ،ولكن وعدتها بأن صديقة لابنتها تستطيع الوصول إليهاواذ وافقت على علاجها ستدر لها خبر على الفور.
لم تطل المدة وزفت لهم الخبر بأنها وافقت على علاجها شريطةدفع مبلغ على فور وصولها وعدم اخبار أي أحد عنها ولا بمجيئها للعلاج
وذبح أضحية لماعز رضيع ،استبشر الاهل خيرا بذالك وعقدوا الامل وبالطبع أخذوا الحيطة بتطبيق شرطها .
حين وصلت (العجوز المعالجة) دخلت على غرفة أم مهند وطلبت من الجميع الخروج وابقاءها لوحدها مع المريضة ، آثار هذا الامر خوف أم مهند وخوف أهلها وزوجها أيضا ،إلا أنها أصرت على ذالك لتتم العلاج وكلوا امرهم لله وانتظروا بالخارج ،وغلق الباب .
الآن في الغرفة أم مهند مستلقية بالسرير والمرأة العجوز كان قلبها يخفق بشدة حينما اقتربت منها وطلبت اغلاق عينيها والبقاء هادئة.
قبل أن تغلق عينيها رأت فجأة في يديها عود صغير لاحد الاشجار
لا تعلم كيف ظهر فجأة بين يديها ،وادخلت ذاك العود بلسانهاالملتوي الذي يشكل لفة صفيحة صغيرة لورقة ما.
بعدها تمتمت بكلمات لم تفهمها ولم تشعر بشيء، ولا حتىسمعت صوت لها وكأنها غادرت المكان ، ومن خوفها ظلت محكمةالاغلاق لعينيها دون أي حراك ، استغرق الامر بضع ساعات قبل أن تشعر بخفة في لسانهاوتسحب العجوز عودها واستطاعت التحكم بلسانها وعودت حركتها كالسابق وكأن شيء لم يكن بتاتا.
ضجت الفرحة بالبيت وبكى الجميع فرحا بشفاء (أم مهند) التي كانت في حالة اندهاش شديد من ما حصل ،وكيف حدث ذالك
وما سبب ما حصل لها ، أي فعل هذا الذي ادخلها بتلك الفترةالعصيبة ؟!
وما اثار الاستغراب أكثر رفض (المرأة العجوز) للمبلغ الذي الذي اصرت عليه لقبولها العلاج، عادت ادراجها.
ادركت إن كل ما قاله المعالجون الروحانيون في سبب حالتها أنهاسكبت وعاء ساخن دون أن تُبسمِل وقد أذت أحد مخلوقات الجان
مما أودى بحالتها هذي كثائر مما فعلته .

حينها رددت (ليتني قلت البسملة) ولم يحدث لي كل هذا ،عاهدتنفسها بعدها أن تذكر اسم الله بكل أمرتفعله .


للكاتبة:.روح العذاري

Emtithal
22-09-2014, 10:08 PM
أمر من صفحاتك وأقف أمامكـ .. صامت..

من جمال ما أراه

حسن أبداعكـ وصياغتكـ المتقنة ...

فأنا لست ألا نقطة من بحور أبداعاتـكـ

وبوووح قلمكـ نثر ما قد يجول فى الأنفس دون إستشعااار

هزززز الوجدان وتزلزلت البقايا الراكده منذ العصور .....

لكـ منى كل التقدير على جمالية طرحكـ

نوارة الكون
23-09-2014, 07:00 AM
الواحد لازم يقول البسمله بكل شي يسويه


يسلمووو انتقاء متميز ربي يعطيج العافيه

عملاق الشعر
23-09-2014, 07:51 AM
زهور الربيع


قصة جميلة وفيها عبرة

سلمت يداك المبدعة وذوقك الراقي

القيصـــــر
23-09-2014, 08:58 AM
إنتقاء جميل
كل الشكر والتقدير لك

رايق البال
23-09-2014, 09:00 AM
هلا فيك زهوور ..
قصه جدا رائعه
الف شكر لهكذا ابداع وجهد جميل .. كل الود لك مني

نديم الماضي
23-09-2014, 08:27 PM
بارك الله فيك ع جمال طرحك
بالفعل قصه رائعه
يعطيك العافيه

حنااايا..الروح
24-09-2014, 03:09 PM
واجب علينا الإلتزام بذكر الله في كل ما نفعله
شكرا على الطرح