المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العفاف ج 1



فيصل الغماري
10-11-2014, 10:46 AM
العفاف ج 1
أبو العبادلة
الأثنين
17 محرم 1436هـ
10 نوفمبر 2014م

الحمد لله حمد الشاكرين، والشكر لله شكر المخبتين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وخير صلاة وأزكى سلام على خير مبعوث بالحق للعالمين، محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد،،، فإن العفاف فطرة الله التي فطر الناس عليها؛ فكل مولود يولد على الصفاء يولد على النقاء، لكن والداه قد يكونان سبباً في تغير ذلك الطهر والنقاء، وللعفاف قواعداً أربع، إن تمكن العفاف في الأرض ستتحقق تلك القواعد وهي :
القاعدة الأولى : العفاف صحة في الجسد.
القاعدة الثانية : العفاف سرور في الأسر.
القاعدة الثالثة : العفاف حرز للمجتمع.
القاعدة الرابعة : العفاف صون للأمة الإسلامية.

قبل تفصيل كل قاعدة على حدة، لا بد أن نتعرف على عدو العفاف اللدود وهو ارتكاب فاحشة الزنا وعادة قوم لوط، ولفظ لوطي أو لواط فيه نسبت الفعل إلى النبي الطاهر عليه السلام وهذا أمر غير جائز على رأي طائفة كبيرة من أهل العلم، واللفظ الصحيح هو فعل قوم لوط أو عمل عادة قوم لوط.

آية العفاف
هذه الآية موجودة في سورة يوسف عليه السلام فيوسف عليه السلام كما تعلمون هو نبي إبن نبي إبن نبي حدث ما حدث بينه وبين إخوته من الغيرة فيلقى في الجب ثم يباع ويصبح عبداً رقيقاً في بيت عزيز مصر وبعد أن كبر واشتد عوده تطمع فيه ربة المنزل وتهيئ له أسباب الوقوع في الخطأ.

والناظر إلى هذا المشهد يرى أن أسباب الوقوع في الخطأ مهيأة؛ فيوسف عليه السلام عبد رقيق يفعل ما يؤمر به، وهي امرأة ذات منصب وجمال، والمكان آمن ومغلق، لكن يوسف عليه السلام يضرب لنا آية عظيمة في العفاف فيقول كما في قوله سبحانه وتعالى : (معاذ الله أنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون).
اختلف أهل العلم في تفسير قوله تعالى (إنه ربي) فمن هو الرب المقصود في الآية الكريمة؛ فمنهم من قال أن يوسف عليه السلام، أرجع الأمر إلى الله سبحانه وتعالى واستدلوا بقول الله تعالى من قبل : (وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث).

طائفة أخرى من أهل التفسير قالت : أن يوسف عليه السلام يذكر امرأة العزيز بأن سيده – عزيز مصر – أحسن مثواه واستدلوا بقول الله تعالى من قبل : (أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا).

ونحن إذا أخذنا برأي الطائفة الأولى من أهل العلم نجد أن يوسف عليه السلام يذكر فضل الله عليه بأن أكرمه بالنبوة وأنه جل شأنه مكن له في الأرض وأنه علّمه تأويل الأحاديث، هنا سؤال يطرح نفسه علينا جميعاً، بدون استثناء :
ألم يحسن الله مثوانا ؟!!
ألم يحسن الله مثوانا ؟!!
ألم يجعل لنا عينين مبصرتين.
ألم يجعل لنا أذنيين مصغيتين.
ألم يجعل لنا لساناً ناطقاً شاكراً.
ألم يجعل لنا أعضاء سليمة متكاملة.

من أراد أن يستشعر فضل الله عليه؛ فليزر دور رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، منهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على أربع، ومنهم من لا يرى ولا يسمع، ومنهم من يعيش رأس ناطق فقط لفترة عمرية طويلة، بل زوروا أصحاب الأسرة البيضاء، فشل كلوي، تليف كبدي، أحواض مهشمة، أقفاص متصدعة، وأمراض لا تعد ولا تحصى.

إذا أدركنا ذلك كله، فنحن مطالبون بأن نمكن العفاف في الأرض وأن نقول جميعاً في وجه الخطأ، معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون.

بشارة
في أمة محمد صلى الله عليه وسلم خلق كثير من أمثال يوسف عليه السلام؛ فهذا شاب يعمل حارساً على أبواب إحدى الشركات، وبعد فترة من الزمن أخذت تتردد على هذه الشركة ابنة صاحب الشركة تأتي قبيل المغرب وتخرج بعد العشاء بحجة إنهاء بعض الأعمال المتأخرة، وفي يوم من الأيام تتصل به ليحضر إلى مكتبها، وبعد اللقاء بها أخذت تطرح عليه بعض الأسئلة الشخصية، ثم عرضت عليه بعض الفرص لترقيته وتغيير مهنته، أخيراً قالت له : هيت لك، وتطمن لا يوجد غيرنا هنا، والليل ستار وشاعري، ولك عندي من الهدايا ما تشتهي وتحب، قال لها : سلمي على أبيك ومفاتيح شركتكم ستجدونها في الباب، وانصرف راشداً، والحمد لله رب العالمين.

في مكان قريب امرأة تستقدم للعمل وحال وصولها تكتشف أن العلم في البغاء فأبت ورفضت، فحبست في غرفتها لا يسمح لها بالخروج، ومنع عنها الطعام، إما توافق وإما تموت، قالت : بل أموت؛ فكان الله معها، هربت وأبلغت ونجت، والحمد لله رب العالمين.

نقف هنا على أمل اللقاء بكم لتكلمة هذه السلسلة المباركة، بإذن الله تعالى.

اقول الحق
10-11-2014, 11:06 AM
جزاك الله خير،،ويسر امرك،،
اخي فيصل ،،تقديري

ريحة الجنة
11-11-2014, 08:51 AM
بارك ربي فيك

Emtithal
11-11-2014, 08:31 PM
كل آلشكر لك ع آلطرح
رزقكك الله آلجنةة بغير حسآب

أحاسيس إنسان
15-11-2014, 11:34 AM
كل آلشكر لك ع آلطرح
رزقكك الله آلجنةة بغير حسآب..~

أمآني!
15-11-2014, 04:32 PM
يعطيك آلعآفية على آلطرح!