المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عمانية.. تحول يوميات الخادمات لـ"رواية"



رندويلا
14-09-2014, 06:07 PM
في رواية "التي تعد السلالم"، للكاتبة العمانية هدى حمد، تثبت الكاتبة أنها قاصة مدهشة تكتب بطريقة سردية مميزة، إذ إنها تحول كل ما تتناوله ولو من يوميات الحياة العادية، إلى مادة جذابة تشد القارئ إليها لتبدو له في أهمية الأمور المصيرية أو بعض منها.

قدرة هدى على وصف الحوار مع خادمتها والأحداث التي تدور في علاقتهما اليومية وعلى تحويل كل ذلك إلى أمور مهمة وجذابة تبدو قدرة لا نجد ما يماثلها إلا في القليل من الأعمال السردية العربية حاليا. ولعل رواية هدى الأخيرة من الأعمال القليلة التي تتناول بعمق وجاذبية وإيحاء العلاقة بين العمالة الأجنبية -وهي هنا الخدم- وبين أهل البلدان التي يعملون فيها -وهي في الرواية تراوح

بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان- وتركز على حياتهم في السلطنة. وهي تمثل كذلك غورا في النفس البشرية من حيث علاقة الإنسان مع الآخرين وهم هنا هؤلاء الذين صنفوا بأنهم حضاريا أو عرقيا في درجة أقل من درجته. والرواية أيضا تلقي ضوءا على مسألة قديمة ترقد في الذاكرة والوجدان، هي مسألة العبودية وتجارة الرقيق والعلاقات القديمة بين سلطنة عمان وزنجبار وتحول الأمر إلى ثورة وقتل وتهجير للعمانيين. وتركز الكاتبة على مسألة ما سماه البعض صفاء العرق ومحاولتهم الحفاظ على هذا الصفاء، وذلك من خلال قصة حياة عامر زوج بطلة الرواية وهو من أب عماني وأم أفريقية خطفه جده طفلا ورباه بعيدا عن أمه التي لم يعرفها. جاءت الرواية في 271 صفحة متوسطة القطع وصدرت عن دار الآداب في بيروت. وتتناول علاقة "زهية" زوجة عامر الفنانة التشكيلية التي درست في كلية الفنون الجميلة في القاهرة بالخادمات الأجنبيات اللاتي عملن لديها. عامر مهندس في شركة للنفط وهو يكتب قصصا قصيرة ويعمل منذ صغره على كتابة رواية استمر في تجميع موادها. إنه يحن إلى معرفة والدته. أما زهية فهي ذات نظرة متعالية إلى الخادمات الأجنبيات لا تدخلهن في عالمها ولا تريد أن تعرف شيئا عن عالمهن وهمومهن ومشكلاتهن. استخدمت العديد منهن وبينهن الفلبينية والإندونيسية والسريلانكية. آخرهن السريلانكية التي تركت العمل لديها بعد سنوات من الخدمة بسبب برودة علاقتها بها. الخادمة الأخيرة

كانت "فانيش" الإثيوبية بقصة حياة فقر أهلها الحزينة وما تعرضت له من عذاب حين جاؤوا بها إلى الخليج كأنها واحدة في قطيع من المواشي. اضطرت إلى ترك دراستها الجامعية لأن أزمة حلت بوالدها فأفقرته. كانت مهذبة ونظيفة ومثالية في تصرفها ولديها احترام لنفسها ولكن كل ذلك وصفته زهية بأنه خدعة وتمثيل واستمرت العلاقة قاسية باردة مع الخادمة.

يدخل في جو القصة ما يبدو قادما من فانتازيا خيالية غريبة. الخادمة باكية تشكو لسيدتها -التي ترفض في البداية الاستماع إليها- من أنها تحلم أكثر من مرة بامرأة تنتحر في هذا البيت. تستخف سيدتها بالحلم وتزجرها. لكن الغريب في الأمر هو أن زهية نفسها بدأت تشاهد هذه المرأة المنتحرة في أحلامها. لم تخبر خادمتها بالأمر. قامت بالتدريج برسم صورة المرأة المنتحرة في لوحة جدارية رسمتها في غرفة بالمنزل. صدفة رأتها الخادمة فاستغربت وخافت لأنها عرفت فيها المرأة المنتحرة.

هنا نعيش في عالم يذكرنا برواية "صورة دوريان جراي" للكاتب الإنجليزي أوسكار وايلد. في الرواية يبقى البطل شابا جميلا لا يشيخ، أما رسمه المعلق في غرفة مقفلة فهو الذي يخضع لتقلبات الزمن ويحمل بدلا منه بصمات الأيام والسنين. بعد البرودة والقسوة في المشاعر ووضع الخامة في مكان "بعيد عنا" يجب ألا تتجاوزه لتصل إلى "حدودنا" تحولت الفتاة الإثيوبية المحاصرة إلى منقذة لسيدتها. صادقتها السيدة وصارت تخرج معها إلى المطاعم ودور السينما وتستمع إلى كل أمورها وتشتري لها الهدايا. لقد نشأت بينهما صداقة عميقة.

ونتيجة ذلك عادت الحرارة والبهجة إلى حياة الزوجين عامر وزهية بعد هذا "الإنقاذ". إنها رواية آسرة وومتعة وعمل سردي نادر في هذه الأيام.

أمآني!
14-09-2014, 06:38 PM
يعطيكك آلعآفيــةة ع آلخبر!

اطياف السراب
14-09-2014, 07:27 PM
شكرا جزيلا لك على الخبر

صخب أنثى
14-09-2014, 07:56 PM
❤️ كـل الشكر ع آلخبر❤️