المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أوفى(الشنفرى) بوعده.



زهوور الربيع
25-10-2014, 07:52 PM
ان (الشنفرى) طفلاً رضيعاً يتيماً من قبيلة تسمى الأزد.. وكانت بين قبيلته وقبيلة تسمى الأواس حروب، تم أسر أحد زعماء الأزد فيها .. فعرض بعض الأشخاص من الأزد على الأواس أن يعطوهم هذا الطفل مقابل الإفراج عن الزعيم المأسور فوافقوا وأخذوا الطفل (الشنفرى) على أساس أن يصير عبداً عندهم .. ولكن الشخص الذي رباه عامله كابن له واعتنى به .. فكبر وصار فارساً لا يشق له غبار.








وكانت عند ذلك الرجل ابنة جميلة أحبها (الشنفرى) فطلبها من أبيها فقال الأب: أنت في الأصل من قوم أعداء لنا ، ويعتبرك قومي مجرد عبد عندهم، ولولا أن يقتلني قومي لزوجتك ابنتي فأنت من أفضل الرجال.. فقال (الشنفرى): والله إن قتلوك لأقتلن مئة واحد منهم .. فقال الرجل خذ البنت فقد زوجتك إياها وامضيا إلى قبيلتك الأصلية ..








فأخذها (الشنفرى) ومضى وبعد أيام جاءه الخبر أن مئات الأشخاص الغاضبين من قبيلة الأواس قد اجتمعوا على أب الفتاة وقتلوه..








فسأل (الشنفرى) عن أسماء القتلة حتى عرفهم .. ثم صار (الشنفرى) يصنع السهام بيديه ويضع علامة تدل على اسمه على كل سهم .. ثم صار يغير على قبيلة الأواس وحده .. ويرميهم بالسهام فيقتل أعداداً منهم ممن شاركوا في قتل عمه .. فقتل العشرات منهم..








إلى أن أغار عليهم مرة فقتل الشخص السابع والتسعين منهم، ثم طارده فرسان القبيلة فهرب إلى الصحراء القاحلة .. فقالوا ليس في كل هذه المنطقة سوى بئر ماء واحد وهذا الهارب سيحتاج بالتأكيد للذهاب إلى ذاك البئر، فاختبئوا قرب البئر.. وقالوا يجب أن نمسكه هذه المرة، وتعاهدوا وأقسموا بينهم أن لا يصيح أي منهم أو يصدر أي صوت حتى لو مات أو قلعت عينه أو قطعت يده ..








وجاء (الشنفرى) مقترباً من البئر في الليل.. وكانت ليلة ظلماء ليس فيها قمر.. فشك أن يكون هناك كمين ينتظره، فصاح من باب الاحتياط: (لقد رأيتكم فاخرجوا) فلم يخرج أحد.. ثم اقترب من البئر أكثر فرمى سهماً على التل القريب منه فأصاب واحداً منهم فلم يصرخ..








وعرف (الشنفرى) من صوت السهم عندما وقع أن هذا السهم لم يصب رملاً أو حجراً فرمى سهماً ثانياً في العتمة فقتل واحداً منهم، فأمسكوا الذي قتل حتى لا يقع على الأرض ويحدث صوتاً .. ثم اقترب (الشنفرى) الذي اشتد به العطش حتى وصل للبئر فلم يجد دلواً .. فنزل إلى داخل البئر متسلقاً على جدرانه .. عند ذلك هجموا عليه وضربه أحدهم بالسيف على يده فقطعها ووقع (الشنفرى) في البئر.. فأمسك (الشنفرى) يده المقطوعة وقذف بها ذلك الشخص على وجهه فوقع أيضاً في البئر، فقتله (الشنفرى) وصار عدد القتلى تسعة وتسعين..








ولكنهم تمكنوا أخيراً من أسره .. ثم قاموا بقتله أمام كل الناس.. ثم صلبوه وتركوه معلقاً مصلوباً لمدة سنتين ليكون عبرة لكل أعدائهم..








وقالت زوجته لم آسف على شيء مثل أسفي على عدم قدرته على تنفيذ وعده لأبي بقتل مئة منهم قبل أن يقتلوه.. فرأته تلك الليلة في المنام وقال لها (لا تأسفي .. سأبر بوعدي..)








وبعد يومين سقط رأس (الشنفرى) من على جثته الآخذة في التحلل.. فنادى بعض الأطفال الشخص الذي قتله وقالوا لقد سقط رأس الجثة .. فجاء ليرى .. فرأى رأس (الشنفرى) على الأرض فرفسه برجله .. فدخلت عظمة من رأس (الشنفرى) في رجل الرجل، فورمت رجله كثيراً .. وبعد أيام انتشر الورم في كل جسمه فمات .. فاكتمل العدد وصاروا مئة .. ووفى (الشنفرى) بوعده..

ســـعـيد مصــبـح الغــافــري
25-10-2014, 09:10 PM
بارك الله فيك أختي الكريمة زهور الربيع ..
قصة جميلة جدا من التراث العربي الأصيل وعلى فكرة الشـــنـفـرى يعتبر من بين أشرس وأشجع صعاليك العرب وأجرأهم وأوفاهم بالوعد وكان من العدّائين السريعي العدو الذين إذا ركضوا لم تقدر لا خيل ولا جيش أن تلحق بهم حتى ضرب به المثل فقيل ( أعدى من الشنفرى ) وهوالمشهور بقصيدته المسماة لامية العرب .. شاعر صعلوك عاش في العصر الجاهلي وعاصر بل كان رفيقا لعدد من الشعراء الصعاليك العرب العدائين المشهورين أمثال تأبط شرا والسليك بن السلكة .. وقد قتلته قبيلة إن لم تخني الذاكرة إسمها سلامان بعد أن أسرته وربطته في شجرة وطلبت منه قبل أن تقتله أن يقول الشعر وهو في ذلك الموقف الصعب وقد أحس بدنو أجله فرد عليهم : ( إنما الشعر على المسرة ) فأطلقها مثلا ثم سألوه : أين ندفنك بعد قتلك ؟؟ فرد عليهم وقد تفجرت قريحته الشعرية في تلك اللحظة الرهيبة التي كان فيها يقترب من الموت وقال هذه الأبيات الجميلة جدا والمعبرة بشكل فجائعي محزن :
فلا تقبروني إن قبري محرمٌ
عليكم ولكن أبشري أم عامرِ ( يقصد الضبعة )
إذا احتملت رأسي وفي الرأس أكثري
وغودر عند الملتقى ثم سائري
هنالك لا أرجو حياة تسرني
سمير الليالي مبسلا بالجرائرِ

وقتلوه أشنع قتلة وللشنفرى ديوان شعر مطبوع فيه أجمل قصائده وخاصة قصيدته المشهورة المسماة ( لامية العرب ) وهي قصيدة طويلة يقول في بداية مطلعها :
أقيموا بني أمي صدور مطيكم
فإني إلى قومٍ سواكم لأميلُ
فقد حمت الحاجات والليل مقمرٌ
وشدت لطيات مطايا وأرحلُ
وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزلُ














والبيت الأخير في هذه اللامية يعتبر بحق من أجمل ما قال الشنفرى في لاميته هذه :
وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزلُ

كل تقديري وشكري على هذه المتعة التي وجدتها مع هذا النقل الهادف الذي أنعش الذاكرة

بنت االعرب
26-10-2014, 10:26 AM
قصة جميلة
سلمت الانامل
تحياتي لك

عملاق الشعر
26-10-2014, 03:02 PM
زهور

قصة رائعة

سلمت يداك المبدعة وذوقك الراقي

الشيخه الفلانيه
26-10-2014, 11:07 PM
قصة جميله ، يععطيك إلععإفية :) '

حمد نجد
27-10-2014, 12:09 AM
تكلمة لمابدأه اخي الفاضل سعيد مصبح
يقول الشنفرى
لعمرك مافي الارض ضيق على امرؤ
سرى راغبا او راهبا وهو يعقل
واستف ترب الارض كيما يرى له
علي من الطول امرؤ متطول
وقد قال عنها عمر بن الخطاب رضي الله عنه علموا ابناءكم لامية الشنفري وذلك لما رأى فيها من مكارم الاخلاق
أشكرك على هذا النقل المميز دمت بأحسن حال

القيصـــــر
27-10-2014, 09:16 AM
إختيار جدا مميز
كل الشكر والتقدير لك

نوارة الكون
27-10-2014, 06:29 PM
اختيار متميز غاليتي ربي يعطيج العافيه

رايق البال
27-10-2014, 11:32 PM
هلا فيك زهوور ..
قصه جدا رائعه واحييك عليها رغم احداثها الداميه
الف شكر لجهدك وتفاعلك الجميل .. كل الود لك مني
( نص يستحق النجوم الخمس )

نديم الماضي
29-10-2014, 01:29 PM
قصه كثير رائعه
بارك الله فيك ع الأنتقاء